دخل أكثم بن صيفي حكيم العرب على بعض الملوك،
فقال له: إني سائلك عن أشياء لا تزال في
صدري معتلجة، وما تزال الشكوك عليها والجة، فأنبئني بما عندك فيها.
فقال: أبيت اللعن؟
سألت خبيراً واستنبأت بصيراً، والجواب يشفعه الصواب فسل عما بدا لك. قال:
ما السؤدد؟ قال: اصطناع المعروف عند العشيرة واحتمال
الجريرة. قال: فما الشرف؟ قال: كف الأذى
وبذل الندا. قال: فما المجد؟ قال: حمل المغارم
وابتناء المكارم. قال: فما الكرم؟ قال:
صدق الإخاء في الشدة والرخاء. قال: فما العز؟
قال: شدة العضد وثروة العدد. قال: فما السماحة؟
قال: بذل النائل وحب السائل. قال: فما الغنى؟
قال: الرضا بما يكفي وقلة التمني. قال: فما الرأي؟
قال: لب تعينه تجربة. فقال له الملك: أوريت زناد بصيرتي وأذكيت نار خبرتي.
وكان قس بن ساعدة يفد على قيصر فيكرمه،
فقال له يوماً: ما أفضل العقل؟ قال: معرفة
الرجل بنفسه. قال: فما أفضل العلم؟ قال:
وقوف الرجل عند علمه. قابل: فما أفضل المروءة؟
قال: استبقاء الرجل ماء وجهه. قال: فما أفضل المال؟
قال: ما قضي به الحقوق.
المصدر: سراج الملوك