يروى أن رجلاً قال لعبيد الله العمري:
هذا هارون الرشيد في الطواف قد أخلي له المسعى،
فقال له: لا جزاك الله عني خيراً كلفتني أمراً كنت عنه غنياً! ثم جاء إليه فقال: يا هارون! فلما نظر إليه قال: لبيك يا عم! قال:
كم ترى ههنا من خلق الله تعالى؟ قال: لا
يحصيهم إلا الله. قال: اعلم أيها الرجل
أن كل واحد منهم يسأل عن خاصة نفسه، وأنت وحدك تسأل عنهم كلهم، فانظر كيف تكون؟ قال: فبكى هارون وجلس فجعلوا يعطونه منديلاً منديلاً
للدموع، ثم قال له: والله إن الرجل ليسرف
في مال نفسه فيستحق الحجر عليه، فكيف بمن أسرف في مال المسلمين؟ فيقال إن هارون كان يقول بعد ذلك: إني أحب أن أحج
في كل عام، وما يمنعني من ذلك إلا عبيد الله العمري.