كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه أعظم الحب، فهو لم يكن عمّه الحبيب فحسب.. بل كان اخاه من الرضاعة.. وتربه في الطفولة.. وصديق العمر كله..
وفي
لحظات الوداع هذه، لم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم تحية يودّعه بها خيرا من أن
يصلي عليه بعدد الشهداء المعركة جميعا.. (مستشفى العقلاء)
وهكذا
حمل جثمان حمزة الى مكان الصلاة على أرض المعركة التي شهدت بلاءه، واحتضنت دماءه،
فصلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم جيء يشهيد آخر، فصلى عليه
الرسول.. ثم رفع وترك حمزة مكانه، وجيء بشهيد ثاث فوضع الى جوار حمزة وصلى عليهما
الرسول..
وهكذا
جيء بالشهداء.. شهيد بعد شهيد.. والرسول عليه الصلاة والسلام يصلي على كل واحد
منهم وعلى حمزة معه حتى صلى على عمّه يومئذ سبعين صلاة.. (مستشفى العقلاء)
وينصرف
الرسول من المعركة الي بيته، فيسمع في طريقه نساء بني عبد الأشهل يبكين شهداءهن،
فيقول عليه الصلاة والسلام من فرط حنانه وحبه:
"
لكنّ حمزة لا بواكي له"..!! ( والله جملة أبكتني
وهزتني ورب الكون).
ويسمعها
سعد بن معاذ فيظن أن الرسول عليه الصلاة والسلام يطيب نفسا اذا بكت النساء عمه،
فيسرع الى نساء بني عبد الأشهل ويأمرهن أن يبكين حمزة فيفعلن… ولا يكاد الرسول
يسمع بكاءهن حتى يخرج اليهن، ويقول:
"
ما الى هذا قصدت، ارجعن يرحمكن الله، فلا بكاء
بعد اليوم"
ولقد
ذهب أصحاب رسول الله يتبارون في رثاء حمزة وتمجيد مناقبه العظيمة.
بيبرس