البعد النفسي والتربوي للألعاب عند الطفل

يعد اللعب نشاطاً هاماً يمارسه الفرد ويقوم بدور رئيس في تكوين شخصيته، فاللعب في الطفولة وسيط تربوي هام يعمل على تكوين الطفل في هذه المرحلة الحاسمة في النمو العقل والبدني. ولا ترجع أهمية اللعب إلى الفترة الطويلة التي يقضيها الطفل في اللعب فحسب، بل أنه يسهم بدور هام في التكوين (النفسي والتربوي ..... إلخ) للطفل وهناك ألعاب تساعد الطفل على الإيجابية وأخرى تساعده على السلبية بل هناك ألعاب هدفها تصدير النفسية الانهزامية للأطفال والشباب ومن هذا المنطلق ترجع أهيمة هذا الموضوع.
فهناك صرخات أطلقت فى العديد من البلدان العربية والإسلامية تحذر من بعض الألعاب التى تروج لأفكار من شأنها التشكيك فى العقيدة وإهانة الإسلام والمسلمين وتتعداها إلى الإساءة للذات الإلهية، تعالى الله وتنزهت أسماؤه وصفاته، ويأتى هذا فى سياق تعرض الأمة الإسلامية للكثير من أنواع الغزو الممنهج والحروب الإعلامية الموجهة خاصة نحو أطفالنا، فبين الحين والآخر يتم اكتشاف بعض السلع فى أسواقنا تحتوى على الإساءة لله جل جلاله أو الإساءة للنبى صلى الله عليه وسلم أو للصحابة رضى الله عنهم أو أمهات المؤمنين رضى الله عنهم.
حملة تشويه
ففى بلادنا الإسلامية وجود ألعاب أطفال تتمثل فى مسدسات ورشاشات تطلق أصواتا مسيئة إلى أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها.
كما انتشرت فى الآونة الأخيرة ألعاب فيديو وكمبيوتر يطلق عليها ألعاب الحرب تتعرض بالإساءة والتحقير والإهانة للدين الاسلامى وتهدف إلى زعزعة العقيدة عند الطفل المسلم وإعادة تشكيل هويته وثقافته ومعتقداته وإبراز الدين الإسلامى والمسلمين عموما بمظهر الإرهابيين. "مستشفى العقلاء"
ومما لاشك فيه أن اختيار أمريكا وغيرها من أعداء العقيدة مرتبط بفكر يحاول من خلال هذه الألعاب المشبوهة ترسيخ فكرة أنه لا عدو غير المسلمين والعرب فى محاولة حثيثة لتغيير معتقدات الطفل العربى وتشكيكه فى دينه بالإضافة إلى تثبت الصورة الذهينة لدي الشعوب الغربية عن الإسلام وربطه بالإرهاب وخاصة الشباب والأطفال منهم حتى لا يفكرون في القراءة عن الإسلام أو حتى التفكير في البحث عنه وهذا يظهر للعيان من خلال الحوادث الفردية أو الممنهجة لقتل المسلمين بالخارج.
نماذج من الألعاب
فهناك ألعاب كثيرة ومنتشرة يهان فيها العرب سواء بإظهارهم بمظهر القتلة أو الإرهابيين أو باحتلال الأراضى العربية و هذه الألعاب انتشرت بسرعة، ومعظم هذه الألعاب من إنتاج أمريكى أو إسرائيلى. وهناك لعبة حرب أمريكية أيضاً يقود فيها المحارب الطائرة الشبح التى استعملتها أمريكا فى حرب الخليج ونجد أن معظم مهام هذه اللعبة مستوحاة أو تدور حول حرب الخليج وتشمل بعض المهام قصف آبار البترول العراقية وقصف معسكرات ومطارات الجيش العراقى وأخطر هذه المهام قصف المدينة المنورة من أجل تحريرها من الجيش العراقى. "مستشفى العقلاء"
وهناك لعبة أخرى وهى لعبة سباق يقوم فيها ضباط الجيش الأمريكى الذين شاركوا فى حرب الخليج مطالبين بتحقيق إنجازات من خلال هذا السباق فى بعض دول الخليج الأخرى فى الكويت والإمارات والبحرين والبعض فى السعودية، اللعبة فى شكلها الخارجى لعبة عادية غير أن المقصود منها هو تدنيس الحرم الشريف ففى إحدى مراحل السباق المتسابق مطالب بالعبور بجوار الكعبة بل قد يقوم اللاعب بالاستعراضات بسيارته فى ساحة الحرم المكى وتعد اللعبة المسماة "عملية داود" من أخطر الألعاب الالكترونية التى أنتجتها إسرائيل، اللعبة ترتبط بالاستيلاء على بعض المصالح الأمريكية والإسرائيلية بالشرق الأوسط وعلى القوات الجوية الإسرائيلية استعادة تلك المصالح ومهمة هذه اللعبة كالعادة تدمير الموانئ والرادارات والمطارات العسكرية وحقول البترول العربية وكل مهام اللعبة تدور داخل حدود دول الخليج بالذات.
ألعاب الأطفال والبعد النفسي
البعد النفسى لهذه القضية خطير جدا فحذراً من هذه الألعاب ومن التأثير الخطير لها على نفسية الطفل فهم يريدون "تصدير النفسية المهزومة"، فأن الطفل الغربى مدمر نفسياً واجتماعياً نتيجة الاهتزاز العقائدى، وأن الغرب يقدم مثل هذه الألعاب للترويج لهذه النفسية المهزومة لشبابنا العربى والإسلامى بتصنيع هذه الألعاب التى تبث سمومها من خلال سب الصحابة رضوان الله عليهم أو الإساءة للنبى صلى الله عليه وسلم. "مستشفى العقلاء"
ونؤكد أنه فى إحدى اللعب يطلب من الطفل محاربة شىء مجسد أو صورة وحش كتب عليه لفظ “God” أو محمد أو أى اسم من أسماء الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وبالتالى فالطفل أمام خيارين إما أن يتغلب على هذا الرمز وإما ألا يستطيع وبالتالى يكره هذا الشىء الذى لم يستطع هزيمته، ويرى أنه على المدى البعيد يكره الطفل أى لفظ أو أى شىء يذكره بما كان يلعبه وهو صغير وعلى الفور يقفز إلى ذهنه صورة تشخيص الإله أو الأنبياء أو الصحابة الذين كان يلعب معهم، ومن ثم فمثل هذه الألعاب فى داخلها الكثير من القيم السلبية المتعمد إدخالها لتمييع العقول وتضييع القيم وزرع قيم بديلة تستهدف الطفل.
كما تكمن خطورة هذه الألعاب فى أن الطفل يثيره دائماً الشىء الذين يقترن بالسب أو العيب أو الفساد فهو يكرهه حين يكبر وفى الوقت ذاته لا يعرف لماذا يكرهه ولهذا لا يصح أن تقترن الرموز الدينية أو الوطنية بشىء سيئ. "مستشفى العقلاء"
بضاعة فاسدة
نرى أن تنشئة الطفل على سب الصحابة فيه نشر لمفاسد كثيرة فى المجتمع فحين يشب الطفل على ذلك ويصير كبيراً لن يستهجن أن يسمع شخصا يطعن ويسب الصحابة ولا يستثيره ذلك نتيجة اعتياده سماع ذلك، خاصة فى ظل غياب إعلامى وتربوى وتعليمى يعرف قدر الصحابة ومكانتهم وتعلمهم أحداث السيرة النبوية.
وتشير إلى أن مثل هذه الألعاب سواء التى تباع عبر الباعة فى المحلات أو التى يلعبها الأطفال على الإنترنت مفسدة للمعتقد والعقيدة، وتؤكد أنها حرب ضد عقيدة الطفل المسلم، من الكفار الذين ليس لهم عقيدة ويحاربون العقيدة الإسلامية وقد تكون من إحدى الفرق التى تختلف مع أهل السنة. "مستشفى العقلاء"
الحل (الأسرة والدولة)
- علينا مساعدة ابناءنا في اختيار الألعاب المناسبة خاصة الألعاب التربوية وهي كثيرة جدا وهناك برامج تربوية رائعة وألعاب تربوية رائعة منتشر وسوف نوفرها على موقع "مستشفى العقلاء" بإذن الله.
- على الأباء وخاصة الأم أن تعلم أبناءها صحيح الدين وثوابته والعقيدة السلمية حتى يكون قوى وقادر على الفهم بالإضافة إلى الفضل الكبير للصحابة رضوان الله عنهم كما جاء ذكرهم فى الكتاب والسنة قال تعالى: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) (المائدة:119) أيضاً الدور التعليمى مهم فى التعريف بالصحابة وتوضيح الجهات الإعلامية منزلتهم عند النبى صلى الله عليه وسلم فالتوعية يجب أن تكون شاملة حتى للكبار الذين بدورهم يعلمون الصغار.
- وجود دور رقابى يقع على عاتق الأسرة لمراقبة الأبناء ومتابعة ما يشترونه من ألعاب وحبذا لو راقب الآباء أبناءهم من بعيد للاطلاع على ألعاب الكمبيوتر والإنترنت بالإضافة إلى توجهم وتعليمهم. "مستشفى العقلاء"
- على الدول أن تقوم بدورها وعليه بدعم الانتاج الإسلامي في هذه المجالات ليتم انتاج ألعاب تناسب المجتمع المسلم، وعليهم بتوعية المجتمع لأن ما يحدث ممنهجة بطرق مختلفة فهي إلا لم تكن حرب عقيدة فماذا؟! ولماذا الاصرار على سب الإسلام والمسلمين في هكذا ألعاب، فعقيدة الطفل هى الهدف ومن ثم فحراسة العقيدة هى مسئولية هذه الجهات وعليها أن تقوم بدورها.
- ضرورة تحرك الجهات الرقابية لمراقبة الأماكن التى تستورد هذه الألعاب وتروج لهذا الفكر الذى لا يحترم الأديان مع اتخاذ إجراءات قانونية حيال الشركات والمؤسسات التى تقوم باستيراد هذه الألعاب ومصادرة المنتج وحظر التعامل مع الشركة المنتجة ولا يكفى تجميع هذه الألعاب من الأسواق بل يجب وضع رادع قانونى وعقاب شديد لهذه الجهات.

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال