هل يتحمل الطفل أعباء المنزل؟

(1)
تحمل الطفل لبعض أعباء المنزل من الأمور التي تثير جدلاً اجتماعياً. فبعض النساء يرفضن مبدأ مشاركة الصغار في مسئوليات البيت، والبعض الآخر يحملن الأطفال أكثر المسئوليات. وما بين الإسراف في التحميل والرفض تبقى وجهة النظر التربوية الصحيحة غائبة عن أذهان كثير من الأمهات.
إن سن الطفولة هي وقت اللعب واللهو وخلو البال، وإن أمام الأطفال في المستقبل وقتاً طويلاً سيتحملون فيه الأعباء والمشاق ويتعرضون للصعاب. وترفض بعض الأمهات أن يشاركها أطفالها في أعمال المنزل؛ حتى لا يتسببوا في الإخلال بنظام البيت أو الإضرار بأنفسهم. مستشفى العقلاء
ويقول بعضهن: أنا أشجع أولادي على القيام بالأعمال المنزلية خاصة في الأجازة المدرسية وشيئاً فشيئاً وجدتهم تعلموا الكثير منها؛ فاتفقت معهم على أن أقسم العمل بينهم في المطبخ وغسل الملابس، وقد عرفت فائدة هذا عندما مرضت جدتهم وذهبت للإقامة معها لم يجدوا صعوبة في خدمة أنفسهم في غيابي.
(2)
والحقيقة أنه يجب إعداد الطفل منذ الصغر وتدريبه على الأعمال المنزلية؛ حتى تصبح مسألة مألوفة وعادية في الكبر، فيعض أولياء الأمور- مع الأسف- يهتمون بإعداد أولادهم دراسياًّ فقط لضمان مستقبلهم العلمي وينسون أن أولادهم في المستقبل سيكونون آباء وأمهات ويتحملون مسئولية بيوتهم؛ وتكون النتيجة كثرة المشاكل الزوجية وتعثر الحياة. مستشفى العقلاء
ومن الأخطاء الشائعة اعتقاد بعض أولياء الأمور أن ممارسة الأعمال المنزلية مهمة للبنت فقط، بالرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخدم نفسه، فكان يخيط ثوبه ويخصف نعله، ويكون في خدمة أهله - وسيد القوم خادمهم- وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا اجتمع مع أصحابه في مكان يرفض أن يرتاح وهم يعملون ويقول لهم: "أعلم أنكم تكفونني العمل، ولكني أكره أن أتميز عنكم".
إن للأسرة دوراً رئيسياً في تنمية القدرات الاجتماعية للطفل، والتي من أهمها التعاون مع الغير والاعتماد على النفس، ولا يأتي ذلك إلاّ بالممارسة العملية في المنزل.

وفاء سعداوي – مستشفى العقلاء

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال