لقد كان اليهود يتحركون في
العالم على ثلاثة محاور رسمتها لهم خبرتهم الطويلة مع شعوب العالم ورسمتها لهم
الحركة الصهيونية الآخذة في النمو والتطور.. وهذه المحاور الثلاثة هي:
المسألة اليهودية... حنين
العودة إلى فلسطين... قيادة البشرية.
المسألة
اليهودية
أما المسألة اليهودية فهي صورة
بشعة لقلب الحقائق.. فلم يكن هناك ظلم على اليهود بقدر ما كان هناك غدر وخيانة
وتآمر من اليهود فملأ اليهود الدنيا بإعلامهم ودعايتهم حول ما يزعمون من اضطهاد
ينالهم في هذه البلاد.. أو تلك، واستغلوا هذا الادعاء المقلوب لجمع المال،
واستدرار العطف، وإثارة الرأي العام.
حنين
العودة إلى فلسطين
وأما حنين العودة إلى فلسطين
فلم يكن أكثر من ادعاء اهتدى إليه أرباب المصالح منهم فأدخلوه في فكرهم وأدبهم..
تجارة رابحة.. ومساومة ناجحة.
قيادة
البشرية
وأما قيادة البشرية فهو وهم
أقنعوا أنفسهم به ليجدوا المبرر لعدوانهم وخيانتهم وتآمرهم.. وأسرع اليهود إلى
بناء مؤسساتهم الاقتصادية والسياسية والفكرية هنا وهناك!!
فقام "الاتحاد الإسرائيلي
العالمي" في باريس عام 1860م "والاتحاد اليهودي الإنجليزي" في لندن
عام 1871م، و "جمعية محبي صهيون" التي قررت استيطان فلسطين وإحياء اللغة
العبرية عام 1890م و "جمعية الاستعمار اليهودي" في لندن عام 1900م،
ونشأت النوادي والجمعيات اليهودية تحت أسماء مختلفة كالماسونية، والروتاري، وغير
ذلك.
وبعد مؤتمر بال نشط العمل
الصهيوني فنشأت "الوكالة اليهودية" عام 1897م لتشرف على حركة الاستيطان
في فلسطين، و "الصندوق القومي اليهودي" (الكارن كايمت) الذي سجل في لندن
عام 1904م و "الصندوق التأسيسي اليهودي" (الكارن هايسود) و "المصرف
اليهودي للمستعمرات"، "الشركة الإنجليزية الفلسطينية" وغيرها، وبرز
مع المؤسسات والشركات أفراد أغنياء وضعوا أموالهم في خدمة الحركة الصهيونية، وكان
أبرزهم "إدموند روتشيلد" اليهودي الفرنسي الذي أسس على نفقته سبع
مستعمرات لليهود في فلسطين، وتخلى عن إدارتها إلى "جمعية الاستعمار
اليهودي" في لندن، وكذلك "موسى مونتفيوري" وفتح لهم السياسيون
الأبواب على مصاريعها إسهاماً منهم في تحقيق إنشاء الدولة العبرية..
د. محمد مختار -