أساليب
التعذيب التي ظهرت على لسان المسئوليين الأمريكيين ليست مفاجئة؛ فكثير من الكتب
والتقارير الأمريكية الخاصة نشرت هذه الموضوعات من قبل ، ولكن عدم وجود أدلة قاطعة
تثبتها = حال دون شهرتها.
هذه
الأساليب كان يتم تطويرها على يد أطباء نفسيين مهوسين بالتعاون مع وكالة
الاستخبارات الأمريكية ضمن برامج شديدة السرية، بدأت في أوائل الخمسينيات مع
انطلاق الحرب الباردة مع السوفيت ، وتم تدريب كثير من الضباط والمستجوبين في الدول
النامية على هذه التقنيات ، وتم استخدامها في مقرات الأجهزة الأمنية لهذه الدول
خلال الرحلات السرية لنقل المساجين المختطفين.
والحقيقة
أن قضية هوس السيطرة على العقل البشري "mind control"
رغم أنها مجرد أحلام لا تزال في إطار الخيال العلمي - ولكن
هذه الأجهزة الأمنية الشيطانية لا تزال تنفق الملايين من أجل تقنينها وتطويرها
وتحويلها إلى واقع حقيقي .
والهدف
من عملية السيطرة على العقل أمران :
الأول:
خلق جنود أشبه بآلات القتل المتحركة ، ينفذون ما يسند إليهم من جرائم تنفر منها
الفطرة البشرية (كقتل النساء والأطفال بدم بارد) دون مناقشة ، ودون تعرض لتبعات
نفسية كالتي أصابت الجنود الأمريكان بعد حرب الخليج (أمراض متلازمة عاصفة الصحراء)
، وقد ظهرت لاحقا عدة أفلام غربية تتناول هذه القضية - في إطار خيال علمي - مثل
سلسلة أفلام بعنوان (Bourne) قام
بآدائها الممثل المشهور (مات ديمون.(
الثاني:
الاستعانة بها في تقنيات الاستجواب وانتزاع المعلومات من المعتقلين ، أو الكشف عن الجواسيس
والعملاء داخل الأجهزة الأمنية نفسها.
وتتنوع
هذه الأساليب من بلد لأخر ، ومن مدرسة نفسية لأخرى ، ولكن مجملها يقوم على عزل الشخص
تماما عن العالم الخارجي ( كسد الأذنين وتغمية العينين والحبس الانفرادي لفترات قد
تصل لشهور ) ، مع تعريضه لصدمات كهربية متفاوتة ومؤثرات صوتية وبصرية مفاجئة ، إضافة
إلى حقنه بمزيج من العقاقير الطبية والنفسية
!!