قصة الأراجوز والعمدة

فلسفة: "يا حضرة الأراجوز  قوللي"
في الليلة الكبيرة لصلاح جاهين، الشخصية الوحيدة التي تلعب دورها الحقيقي .. هي الأراجوز ..
فالأراجوز  دمية.. تحركها أصابع مجهول لا نراه، وانما نسمع منه صوتا  يتموه ، باثا أفكاره ورؤاه.

ويبدو أن (اسكتش حوار) العمدة مع الأراجوز  يحمل فلسفة ما ، قصدها صلاح جاهين أم لم يقصدها ، تلخص علاقة " السلطة التنفيذية" .. بمستشاريها!
 ليعرف الطريق، يستشير "العمدة" "التائه" "الأراجوز "!
يأتيه مستفسرا منه  بمنتهي الاحترام:
يا حضرة الأراجوز  قوللي...
ولا نعرف علي وجه التحديد لم هذا الاحترام المفرط من العمدة أكبر راس في البلد لهذه الدمية الأراجوز ؟
هل لأنها الشخصية الأشهر في وسائل الاعلام وقتها (مسارح الموالد) ، والأكثر جاذبية للعوام وتأثيرا فيهم؟
أم لظن منطقي لدي العمدة أنها بالفعل "تعرف أكثر"؟
أم كان تصرف العمدة فطريا ساذجا ، حين توجه ببساطة، وبطريقة آلية عفوية، لمن ألفه من بقايا بيئته الأصلية، في وسط خضم البشر في الليلة الكبيرة الماضي فيها وحده ؟
الاستهزاء بالعمدة
المهم ..أن "العمدة" يسأل الأراجوز  عن الطريق..
ولا يبخل الأراجوز  .. الذي لا يعرف أن يهرف..
يهرف (تكلَّمَ بغير معقول) ولكن بحنكته الأراجوز ية..
يبدأ كلامه باضفاء هيبة " التدين " :
امدح نبينا وصلي عليه..
ثم يشرع علي الفور في "الاستهزاء" بالعمدة.. ويشرح له الطريق بطريقة غير صحيحة وفيها تقليل من الشأن والسخرية.
ويستمر الأراجوز  بحماس بحنكته الأراجوز ية ،
متبلا وصفته بتقمص شخصية الخبير الرحيم ، و"يثبت" العمدة .. ويخدر ما قد يفيق من خلايا تفكيره .. بالمدح وال" نفخ" بكلمتين فارغين::
ثم يقول له تدخل يمنين وتتمخطر
ثم يضحك بصوت عالي.
ويسرح العمدة  بخياله  في مشيته المتبخترة .. وينسي " السكة"
 تفضل تمشي وتلف .. وتدخل من مكان ما دخلت
ويستمر العمدة في ترديد الوصفة سكرانا لآخر لحظة بدون أدني اشارة لتفكير ويكرر كلام الأرجواز:
أفضل امشي وألف وأدخل من مكان ما دخلت
مصير العمدة
واللطيف أن الأراجوز  لا يخفي علي العمدة مصيره:
ولما تلقى مقلة لب (محل لبيع اللب والسودان)
تعرف بإنك توهت و ضعت
تعرف بانك تهت وضعت؟؟؟
لا تعليق من العمدة..
لم يلفت انتباهه أن نهاية السكة .. دكان تسلية.. " مقلة لب" وليس " المتولي" الذي يريد..
لم ينتبه لصدق الأراجوز   .. بأنه سيتوه ويضيع..
 أعجب العمدة بالوصفة .. ومدحها..
الوصفة التي ستتوهه وتضيعه في تلك الليلة الكبيرة .. ولكنه مضي سعيدا الي حتفه يردد:
هذه وصفة سهلة
هذه وصفة رائعة جدا جدا
لقد انتهت مشورة الأراجوز .. الي ضياع العمدة .. راضيا
فهل نلوم الأراجوز؟
 لا نستطيع أن نلوم الأراجوز  علي حنكته الأراجوزية..
فهو من لحظة أن رأي العمدة مقبلا عليه هو .. دون الناس.. حق له أن يتلاعب به كما يشاء..
خاصة وقد قرأ شخصية العمدة بجلاء من عمته تلك " المائلة"..
 حلال في كل عمدة مائل العمة - اهمالا أو عجبا - لا يستخدم ما رزقه الله تحت عمته ..
الضياع في وصفة الأراجوز ..

علاء عبد الفتاح – بتصريف

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال