الحب في المدرسة

أن يميل كل من الجنسين إلى الآخر فتلك هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها. لكن لهذا الميل حدودا ينبغي ألا يخرج عنها.
وإنك لتجد لهذا الحب لذة عظيمة ما كبحت جماح نفسك والتزمت بالضوابط الشرعية لذلك والمسار الشرعي لتحقيق ما تريد ولكي ترتقي بنفسك في الدنيا والآخرة حتى في الحب.
ومتى خرجتَ عن تلك الضوابط ذهب بريقه (أي الحب) الذي في عينيك وأفَلَتْ في نفسك عما قليل متعته. فإلىك قصتي

بعد مرور شهر من العام الدراسي في المرحلة الإعدادية قررت إدارة المدرسة فصل البنين عن البنات، ليأتي البنين إلى المدرسة مساء وتأتي البنات في الصباح؛ لكن طبيعة المرحلة العمرية كانت قد وثقت عرى العلاقة بين البنين والبنات حتى عُرِفَ كل طالب بيننا بصاحبته؛ كنت أدهش لذلك؛ وقد ألصقوا بي حب واحدة لم يكن بيني وبينها شيء.. ويبدو أنها لم تجد لها صاحبا!
لما فصلت المدرسة بيننا اتخذ الطلاب والطالبات من أدراج التخت صناديق للبريد، فكانت تترك كل ذات حبيب لحبيبها خطابا غراميا تبثه فيه لواعجها؛ ليترك لها الحبيب في الدرج خطابا، تجده في اليوم التالي، يكشف لها فيه عن حب قد برى جسده!
لقد انتشرت الظاهرة حتى لاحظ المعلمون نقصا في أوراق الكراريس (دفتر الدروس) لكثرة ما انتزع منها، وكانت إدارة المدرسة قد فطنت إلى الأمر فداهمت الفصل على حين غرة؛ وسلبت الأدراج خطاباتها،
وحضر الناظر في الحصة الأولى (وقام الناظر) يتلو علينا جهرا في تهكم وسخرية مُرّة ما حوته الخطابات! لقد اغتال الناظر الحب في مهده، لكن المحب لا ييأس، فقد تركوا الكشاكيل في الأدراج تحوي زهورا مختلفة الألوان صامتة ناطقة كانوا يقطفونها من حديقة المدرسة.
أما أنا فقد كان يفتك بي حب كل فتاة يبزغ نجمها في الفصل وتتفوق علينا.
أكثر الفتيات تفوقا كنت أحبها في كل عام، لكنه حب مكنون في القلب والعقل ولم يكن يبوح به اللسان! فلما اجتمع عندي من المحبوبات الكثير تدبرت الأمر؛ فتبينت أنه لم يكن حبا وإنما هي الرغبة في التفوق والتعلق بأهداب المتفوفين! أما عن الحب في الجامعة فذاك سر دفين.
ولكن باختصار أقول: التزم الشرع وحدوده ففيه النجأة يا صديقي وما لا ترضاه لأهلك لا ترضاه لغيرك وعلم أبنائك شرع ربهم حتى يلتزمون به وتأخذ الأجر في الدنيا والآخرة وما أبنائك إلا ثمرة لك تحصده خيرا أو شرا ومن لزم شرع الله كان له حافظا ونجأة ومن يتق الله يجعل له مخرجا وما هذه القصة إلا من قصص على الطريق للاستفادة والاسقاط على الواقع عسى أن تخرج بشئ إيجابيا في تربية الأبناء أو في مجال التربية بشكل عام وبالله التوفيق.


بتصريف من محمد متولي 

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال