ليلة
أمس أبنتي كانت مريضة ذهبنا بها إلى المستشفى الحكومي للكشف عليها أنا وامها.
فلما
خرجنا وجدنا امرأة تقول لي: الله يعافيك بنتى مريضة جدا في المستشفى وعلاجها ليس موجود
في هذا المستشفى والأطباء قالوا لي ينبغى أن أذهب بها إلى مستشفى خاصةوأريد أن
أرجع إلى البيت لإحضار نقود وليس معي نقود لركوب تاكسي حتى أعود بسرعة فممكن
تعطيني ثمن أجرة التاكسي.
فقلت
لها: لا بأس تعالي معي سوف أقوم بإحضار التاكسي وسوف أدفع له الأجر كاملة.
فقلت
في نفسي بدل التاكسي أقوم بتوصيلها مادامت زوجتي معي فقلت لها يا اركب معنا وسوف
نوصلك إلى بيتك وأمسكت بابا السيرة وهي مترددة (ونظرت إليها وكأنها في ورطه، وتريد
أن تخرج بها بأي حيلة).
فقالت
لها زوجتي أركبي وسوف نذهب بكِ إلى بيتك فتحت باب السيارة وهي مترددة وهمت بالصعود
للسيارة وفجأة أغلقت الباب وتركت السيارة وذهبت ثم قالت لنا: جزاك الله خير سوف
أرجع لبنتي.
فقلنا
لها: سوف ننتظرك أذهب لها واحضريها فقالت لا أذهبوا وسوف اتصرف في الأمر ثم أغلقت
باب السيارة ورحلت.
ثم
عادت للخلف في بجوار المستشفى مرة أخرى فنظرت إليها في استغراب وشككت في الأمر، ثم
ذهبت بالسيارة في مكان أخر ووجدتها تفعل نفس الشئ مع شخص أخر، فتأكدت من الشكوك وفطنت
إلى اللعبة فهذه طريقة جديدة من طرق النصب على الناس فالتسول أصبح
"مافيا" لها قائد في بلادنا.
أردت
أن أقول له كلمات موجعة تجرح كرامتها إن كان لديه شعور عندما وجدتها تفعل نفس الشئ مع "زبون غيري"
فقالت لي زوجتي: لا تفعل فهولاء لصوص بلا كرامة ولا يستحقون بالإضافة إلى نريد أن نذهب كي ترتاح ابنتنا فاليوم كان مرهقا لها جدا.
وهنا
نقول: ربما تجد شخص محتاج فعلا ومثل هؤلاء يمنعونك من مساعدتها فإليك خطتي:
لو
قابلك مثل هؤلاء أعرض عليه المساعدة بنفسك فإن كان صادقا فسوف يلبي ليظهر لك صدقه
فإن كان يحتاج إلى ركوب مواصلات فأذهب وأحجز أو أدفع له بنفسك، أريد دواء اشتريه
له بنفسك وقم بأخذ العلبة وقطع الشريط بالنصف حتى لا يذهب للصيدلية ويقوم بإرجعه
مرة أخرى، وإن كان ابنه مريض أذهب به بنفسك للطبيب إلى غير ذلك من الأمور المهم لا
تدع أحد يخدعك بالعاطفة والدعاء المصطنع.
وعن
ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال المسألة بأحدكم
حتى يلقى الله تعالى وليس في وجهه مزعة لحم متفق عليه .
"مزعة لحم أي قطعة لحم".
عن
أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من
سأل الناس أموالهم تكثرًا، فإنما يسأل جمرًا؛ فليستقل أو ليستكثر))؛ رواه مسلم.