بالأمس
بعد ما صليت الظهر رجعت آخر المسجد أصلى السنة بجوار الباب بعد الانتهاء من الصلاة
دخل شاب من الباب ثم توجه بالكلام لي وقال: بصوت مخنوق من البكاء أمي يا شيخ عندها
فشل كلوي وبتغسل كلى (اللهم أكتب لنا العافية يا رب العالمين) فالله يكرمك محتاج 600
جنية (85 دولارا تقريبا) وهذا ما احتاج إليه.
في
الحقيقة المبلغ لم يكن بحوزتي وصعب علي الشاب وخشيت رده وخذلنه. (موقع مستشفى
العقلاء)
وكنت
أريد مساعدته بأي طريقة رغم إني لم أعطيه الأمان من كثرت المتسولين في البلاد
وأنها أصبحت مافيا وقصصهم كثيرة تابعنا دائما على مستشفى العقلاء لمعرفتها واكتب
لنا قصة لنشرها.
المهم
قلت له أعطيني اسم الوالدة وعنوان المستشفى وسوف أذهب وأدفع لكم المبلغ والفاتورة فالمبلغ
ليس معي الآن علي أساس أن اجمع له المبلغ من الأصدقاء.
قلت
له أذهب المستشفى وسوف أتي لك. فقال: لا من فضلك أعطيني المبلغ الآن فقلت: ثم قلت
له نفس العبارة ورد نفس الرد. (وهنا تأكدت ظنوني أنه نصاب) فقلت له لماذا الآن
فقال: سوف أذهب أحضر بنتي وأبناء ثم أذهب لأمي.
وحتى
ابرئ ذمتي قلت له متى يكون الغسيل قال لي: بعد العصر فقلت له: لا تقلق سوف أكون
هناك قبلها بكثير وسوف احضر لك المبلغ. فقال لي: يا أخي أنا من يحتاج هذه النقود.
فقلت
له: ظني أنك نصاب ومن أدع المرض أمرضه الله وقلت له: من سأل الناس بغير حاجة كانت
مسألته نار يوم القيامة (فجأة وبدون مقدمات وبسرعة أخذ حذائه وخرج من المسجد وهو
يجري ذهبت وراه فلم أجده. (ملاحظة دخل المسجد ولم يصلى).
الفائدة
من الموضوع لي ولكم:
عندما
يأتي أحد مثل هذا الرجل وأنت لا تعرفه ربما يكون محتاج فعلا وهنا أنت خذلته إن كان
محتاج لكن من السهل أن تكشفه مثل ما فعلت أنا في هذا الموقف. (فكنا فطن وتعامل مع
الناس بذكاء ولا تجعل عاطفتك تتحكم فيك فأنت مسئول).
أمثله:
شخص
قال لك: أريد مبلغ للانتقال قل له: أركب السيارة أو القطار وسوف أدفع لك.
شخص
قال لك: أسرتي تحتاج طعام قل له: أعطني عنوانك وسوف أرسل لك ما تريد. (أو أذهب معه
وتأكد بنفسك) ويحذر على النساء فعل ذلك نظرا للخطورة يكفي أخذ العنوان ثم إرسال
شخص للتأكد من حالة الأسرة ثم المساعدة.
قابلك
شخص وقال لك: عندي أقساط عندي ديون عندي إيجار متأخر ولا أقدر على السدد تعامل تعامل بنفس الطريقة.