هـؤلاء هـم العـلمـاء

روى زياد عن مالك بن أنس رضى الله تعالى عنه قال: لما بعث أبو جعفر المنصور إلى مالك بن أنس وابن طاووس قال: دخلنا عليه وهو جالس على فرش، وبين يديه أنطاع قد بسطت، وجلادون بأيديهم السيوف يضربون بها الأعناق.. فأومأ إلينا أن اجلسا.. فجلسنا..


فأطرق زمانا طويلا ثم رفع رأسه والتفت إلى ابن طاووس وقال: حدثنى عن أبيك.. قال: سمعت أبى يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل أمكنه الله تعالى فى ملكه فأدخل عليه الجور فى حكمه».. فأمسك أبو جعفر ساعة حتى اسود ما بيننا وبينه.. قال مالك: فضممت ثيابى مخافة أن ينالها شيء من دم ابن طاووس.. ثم قال أبو جعفر: يا ابن طاووس.. ناولنى هذه الدواة.. فأمسك عنها.. فقال: ما يمنعك أن تناولنيها؟ قال: أخاف أن تكتب بها معصية فأكون شريكك فيها.. فلما سمع ذلك قال: قوما عني.. فقال طاووس ذلك ما كنا نبغي.


قال مالك: فما زلت أعرف لابن طاووس فضله من ذلك اليوم. 

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال