(1)
بعض الأمهات والآباء يحرصون على ممارسة دور القائد على
أطفالها فى كل شيء وبالتالى مصادرة آرائهم والسيطرة عليهم، وتوجيههم نحو ما يرغبون
فيه من ميول واتجاهات وتصرفات، رغبة فى أن يعتمد أطفالهم عليهم فى كل صغيرة وكبيرة
أو خشية وقوع أطفالهم فى الخطأ، والحقيقة أننا بذلك نعوق النمو العقلى للطفل
وبالتالى نمو المجتمع على المدى البعيد.
فالأفضل
أن يوجد حوار هادئ بعيدًا عن التعصب للرأى بين الطفل ووالديه نطرح فيه
أسئلة ونعطى الطفل فرصة ليكتشف الأخطاء بنفسه.. ويطرح حلولاً وإجابات أثناء
الحديث.. يصل إليها بمفرده ولا نصادر هذه الأحكام وإنما نناقشها ونحترمها ونشجع
الصحيح ونبتعد عن الحلول المألوفة الجاهزة...
(2)
فاعتماد
آراء الطفل يشعره بأهميته وأن عنده ما يستطيع أن يسهم به، ويعوّده التفكير
الابتكارى بدلاً من التقبل الأعمى لكل ما يقوله أو يكتبه إنسان ذو مركز وسلطان،
وإذا أخطأ لا نهزأ منه ونشعره بأنه مذنب وإنما نحاول أن نصحح معه باللين والرفق لا
بالتوبيخ والإهانة فتؤثر على نفسيته تأثيرًا سيئًا وتكون النتيجة أن يحمل فى نفسه
عداوة وحقدًا على الكبار فيصبح خطرًا على المجتمع عندما يكبر أو يصبح مشاغبًا
مشاكسًا أو على العكس ينطوى على نفسه ويفقد ثقته بنفسه فيصبح معتمدًا على الآخرين
فى حل مشاكله اليومية.
وخلاصة
القول إن تشجيعك لطفلك على
التعبير عما فى نفسه واحترامك لشخصيته وإعطاءه الفرصة ليخوض تجربة النجاح والفشل
فى اتخاذ القرار فى أى مشكلة تواجهه يؤدى به فى المستقبل إلى إنسان متفتح الذهن
قادر على التعبير عن رأيه ويحترم آراء الآخرين ويعتمد على نفسه ويحب الخير لغيره
ويحب مجتمعه ويسهم فى تقدمه.
وفاء
سعداوي