بائع المناديل

بداية القصة
يحكى لنا "ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻴﺪ" هذه القصة قائلا: أمس ﻗﺎﺑﻠﺖ "أﺥ وصديق فاضل" يعمل في استيراد الملابس ﻭﻟﻌﺐ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ، ﺍﺳﻤﻪ "ﺳﻴﺪ ﺍﻟﺴﻌﺪﻧﻰ" وكنا نسير على الأقدام في شارع الهرم – بمصر، وفجأة أمام "سوق تجاري" فخم وكبير جدا وجدنا "الرجل العجوز" يبيع "مناديل ولبان أو علكة" وإذا بشخص من اقذر الناس يحاول إبعاد الرجل العجوز بطريقة مهينة ومذلة وبالقوة عن المكان الذي يجلس فيه وكانت الطريقة همجية لدرجة أن "الرجل العجوز" سقط على الأرض، وألقى هذا الشخص القذر "المناديل واللبان" على الأرض، فاقتربنا منهم وتشاجرنا مع هذا الشخص القذر حتى فض "رجال الأمن الشجار" وأخذنا الرجل وذهبنا به بعيدا.
قصة الرجل
أثناء السير مع الرجل العجوز سألنه كم عمرك يا "عم الحاج" فقال: 64 سنة، ثم قلنا له: لماذا تأتي للبيع هنا "يا عم الحاج" فقال: يا أبني زوجتي سيدة تبلغ من العمر 58 سنة وهي مريضة بالسكر والضغط، ولازم ولأبد أن أعمل واشتغل من أجل توفير العلاج لها، فليس لدينا أبناء وليس هناك أحد ينفق علينا في كبرنا، حتى وصل الحال بنا إلى بيع كل ما نملك من أثاث ومشغولات ذهبية. 
البيت من الداخل
سألنه: أين تسكن يا "عم الحاج" فوصف لنا لمكان، وكان الوصف صعب علينا، فأخذنا بنفسه إلى هناك ودخلنا البيت عنده، فلم نجد إلا "حصير ممزق" مفروش على الأرض للجلوس عليه، وأحضرت لنا زوجته "شاي" لنشربه، وكنت قد تركت شرب الشاي لكن شربته من يديها وكان أجمل كوب شاي تزوقته وكان جميل جدا.
ولم نجد في منزلهم إلا "مصباح كهرباء بسيط جدا" وبعض "أدوات المطبخ" البسيطة عبارة عن "حلة أو "قِدر" للطبخ – وبراد أو غلاية للشاي – وثلاثة أطباق بحالة رثه جدا"، بالإضافة إلى " بطانتين" وحالتهم سيئة جدا.
الذهاب والعودة
فقلنا له: سوف نذهب ونعود لكم بعد خلال ساعات.
وذهبنا واشترى له أخي وصديقي "غسالة – وبوتجاز – وأنبوبة غاز – وتليفزيون ومشتملته – وسرير ومروحة وثلاثة و بطانتين).
ثم أخذ منه "ورقة العلاج" واشتري للرجل الدواء بما يكفيهم حوالي 12 مرة، واشترى لهم فاكهة ولحم وخضروات وتوابل وزيت وسكر ومكرونة والعديد من الأشياء الضرورية للبيت.
الوداع
وحينما هممنا بتوديع الرجل وزوجته، قالت لنا زوجته: والله يا أبنائي ليس لدينا أي شئ نقدمه لكم، لكن (يوم القيامة) وعندما نقف أمام الله سنقول له: هؤلاء من سترونا في الدنيا وأطعمونا، فيارب حرم النار على وجوهم وأسكنهم بجوار النبى صلى الله عليه وسلم واغفر لهم، ثم دعت لنا بدعاء لم نسمع مثله من قبل.
النهاية
ثم تركناهم، وعدنا للبيت، وذهبت إلى البيت وذهب أخي وصديقي لبيته، وبعد فترة أتصل بي هذ الأخ وقال لي: أنت عارف يا "محمد" إن "جنى" بنتي كانت مريضة بالسرطان، لقد ذهبنا اليوم لعمل التحليل فقال لنا الأطباء: لم يعد السرطان موجود، فاحمدوا الله على ذلك.
الرسالة
أخي وأختي أعلموا أن الصدقة تحفظ البدن وتدفع عن صاحبها البلايا والأمراض، فقد ورد في شعب الإيمان للبيهقي، وحسنه الألباني في صحيح الجامع "أن النبي صلى الله عليه سلم قال: "داووا مرضاكم بالصدقة".
أخي/ أختي:
قال تعالى : (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) (البقرة:274).
وختامًا فإننا ندعوكم إلى البذل والإنفاق والصدقة والإحسان ..فلا تحرموا أنفسكم من ذلك.
لا حرمكم الله الأجر وبارك في الجهود وسدد على طريق الخير الخطى وكفانا وإياكم شر الفتن ومصارع السوء وميتة السوء, وأحسن ختامنا وكفر سيئاتنا.

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال