الناس في القراءة والفهم 3 أنواع تعرف عليهم

مقدمة

سرد أسماء الكتب لا يعني أنك قارئ مجيد فالسرد أمر سهل والعبرة بمدى فهمك لمحتوى تلك الكتب وقدرتك على مناقشتها وشرحها لغيرك فكثير من المتطفلة على العلم يسردون لك اسماء بعض الكتب وإذا اردتَ نقاشهم في محتوى كتاب أو حتى تسأله عنه يعتذر بحجة أنه نسي ما قرأه وهنا لا بد من القول: أن مَنْ قرأ كتاباً ونسيه ولم يفهم منه شئ فحكمه حكم مَنْ لم يقرأه فقد استويا في الجهل فيه ولا يكابر فيه إلا من سفه نفسه.

(1)

كثيرون يثرثرون بأنهم قرأوا كتباً معينة وهم على ثلاثة أحوال: أما أنهم صادقون ويدركون محتوى تلك الكتب و عند النقاش يظهر لك أنهم فعلاً قد قرأوها وفهموها وهولاء على الرأس والعين.

(2) 

والحال الثاني: أنهم صادقون في قراءتهم لتلك الكتب لكنهم نسوا محتواها ولم يفهموها، فهولاء حكمهم حكم الصائم الذي ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش.

(3)

والحال الاخير: أنهم يدّعون كذباً وزوراً أنهم قرأوها وهذا حال أكثر المتطفلين وهولاء فضحُهم فرض عين ولا مانع من حث التراب في وجوههم والتشهير بهم على رؤوس الاشهاد والتنكيل بهم باليد واللسان.

 قصة حقيقية

أذكر أني ناقشتُ أحدهم في مسألة فتبيّن لي أنه جاهل جهلا أكبر فتحرجتُ أن اكاشفه بجهله فقد كنتُ حينها صاحب خجل وجبن شديدين فارسلتُ له كتابا اشتريته حديثاً كي يقرأه وينتفع به مع احد طلابي في المدرسة وكان هذا في عام 2006.

 فإذا بالطالب يعود الي ومعه الكتاب وقال لي: إن صاحبك يقول لك: "شكرا" ويخبرك أنه قد قرأ هذا الكتاب قبل عشر سنوات فارجعت الطالب اليه ليخبره أن الطبعة الاولى والوحيدة لهذا الكتاب كانت في عام 2005 فكيف قرأتَه قبل عشر سنين فبُهتَ الذي كذَب.

خاتمة

يقول الشيخ علي الطنطاوي: "أنا ألفت أكثر من 25 كتابًا فهل تظنونني أحفظها عن ظهر قلب؟ فلماذا يكلف الطلاب بحفظ كتب لا يحفظها مؤلفوها" وهذه بمن ألف الكتب فكيف بمن قرأ.

وهنا نقول:

علينا أن لا نخلط بين الحفظ والفهم (فموضوعنا عن الفهم) ، فالحفظ درجة معينه وهي لا تساوي شيئاً أمام الفهم.

ويتضح لنا جلياً ان أزمتنا هي (أزمة فهم للنصوص)، فما ضل أكثر الناس إلا بسبب الفهم القاصر للنصوص.

عاصم الخوالدة