إستراتيجية «أوتوجينك »Auto-Genic تقوم على التخيلات
أوتو:
أي ذاتي،
جينك:
متعلق بالوراثة،
وأول
من طرق هذا الموضوع رجل يدعى إميل كنمي سويسري الجنسية، حيث استخدم هذه
الإستراتيجية في علاج مرضاه، وحقق نتائج وصلت إلى نسبة 24 ٪ ، لكن مؤسسة الأطباء
فصلته؛ لأنها رأت أنه يتناول الموضوع بطريقة غير أكاديمية قد تسبب الفوضى.
بعد
ذلك بعشر سنوات ظهر عالم ألماني وحاول ضبط ما قدمه إميل كنمي من نتائج، وقدم
إستراتيجية تسمى
Progressive relaxation ، أي: الاسترخاء بطريقة مستمرة، حتى يصل الجسم إلى مرحلة الألفا
(مرحلة تكون ذبذبات المخ فيها من 7 إلى 14 دورة في الثانية، وهي مرحلة متزنة بين
الجزء الأيسر والجزء الأيمن للعقل لذا فهي أفضل منطقة لاتخاذ القرار)،
كما
قدم إستراتيجية أخرى تسمى التصور الإبداعي، وحينما يتبع الفرد هاتين الإستراتيجيتين
مع التأكيدات التي تسمى Auto-Suggestion تصل
النتائج إلى 34 ٪، وسمى هذه المجموعة Auto-Genic مختاراً
اسماً ذا طابع طبي، حتى لا يتعرض لمساءلة مؤسسة الأطباء، ثم أخذ الناس في
استخدامها.
ويكفي
أن نعلم أن 50 ٪ من تدريبات الرياضيين العالميين مثل محمد علي كلاي، وأندرو آجاسي
وغيرهم يستخدم فيها الـ Auto-Genic ، حيث يغلق لاعب السلة – مثلاً – عينيه ، ويتخيل أنه يلقي بالكرة في السلة
، ويحدد مكانه، والمسافة بينه وبين السلة، وبضبط ذلك يخزن المخ هذه المعلومات،
وهكذا يصبح اللاعب متدرباً على ذلك داخلياً.
ونحن
نستطيع أن نستخدم هذه الإستراتيجية مع الأحاسيس، بأن يدرب الفرد نفسه مقدماً، يغلق
عينيه، ويتخيل نفسه، وهو يتعامل مع شخص صعب المراس، لا يستطيع عادة أن يتعامل معه،
ثم يتخيل نفسه وهو يتعامل مع هذا الشخص بطريقة متزنة في قوله وفعله، ومن ثم يبدأ
المخ في تخزين هذه البرمجة الجديدة للتعامل.
فعندما
يرى الفرد نفسه وهو يتعامل مع ذلك الشخص بالطريقة الجديدة، فحينما يلقى هذا الشخص
حقيقة، نصبح أمام مسارين: البرمجة القديمة، والبرمجة الجديدة، بذا نكون قد كسرنا
تركيبة التجربة القديمة وأعدنا تشكيلها.


وقد
اكتشف هذا المنهج في الاتحاد السوفييتي، واستخدموه في تدريب الأشخاص المشاركين في
المسابقات، وفعلاً نجح الأمر ثم اتسع وأصبح يستخدمه الأمريكيون الآن.
وقد
استخدم اليابانيون ذلك في مجال الإدارة، كما تستخدم منطقة الألفا كذلك في العلاج
التنويمي بالإيحاء.
دكتور
ماهر عزت