بين دائرة التأثير ودائرة الاهتمام: أين تقف أنت؟



 يقول الكاتب و الخبير الاداري الامريكي  ستيفن كوفي أن هناك دائرتين أوصنفين ينصب فيهما تفكير كل الناس وهما:
1- دائرة التأثير.
2- دائرة الإهتمام.

 دائرة التأثير:
 يقول عن الاشخاص الحريصين على الوقت و الذين يركزون معظم جهودهم في الامور التي يستطيعون فعل شيء حيالها، وطاقتهم ذات طبيعة ايجابية تكبر وتتعاظم باستمرار. أنهم يوظفون طاقاتهم في ما يسمى بدائرة التأثير.
فدائرة التأثير تشتمل على أشياء يستطيع الناس أن يغيروا  فيها ولهم تأثير مباشر عليها بشتى الطرق والوسائل ومن المفروض أن تأخذ ما نسبته 90% من تفكيرهم  وإنشغالهم. على سبيل المثال:
تحسين مستوانا الثقافي، تعلم لغة جديدة، تطوير مهاراتنا، الارتقاء بذاتنا او إستكمل دراستنا العليا.
دائرة الإهتمام:
  أما إذا كنا ننفق جل وقتنا في التركيز على عيوب الآخرين و على الظروف التي ليس لنا سيطرة عليها، وينتهي بنا المطاف الى لوم المواقف و الظروف و اتهامها مما يولد لدينا شعورا لا يفارق مخيلتنا بأننا ضحايا لا حول لنا و لا قوة.
 كل هذا يدخل في دائرة ما يسمى بدائرة الاهتمام. وهذا بدوره يستنزف قدراتنا العقلية و النفسية و السلوكية مما يؤدي الى تقلص دائرة تأثيرنا.
فدائرة الاهتمام تشتمل على اشياء ليس لنا تأثير مباشر عليها ومن المفروض أن لا تأخذ اكثر 10% من تفكيرنا  وانشغالنا.
والواقع أنه حال غالبيتنا  معاكس لذلك الاساس وتلك النظرية التي سبق ذكرها حيث إنه ينصب معظم تفكيرنا ومناقشاتنا  في دائرة الإهتمام التي لا نملك  عليها أي سلطان أو وسيلة وتركنا دائرة التأثير التي نستطيع أن نغير فيها بطريقة أو بأخرى وهذا جعلنا نراوح  مكاننا ونتأخر عن الدول المتقدمة بمئات السنين.
 ولتوضيح ذلك نسرد هذا المثال:
يهتم محمد بأموركثيرة، منها ما لا يملك التأثير فيه ولا يقع في نطاق سيطرته، ومنها ما يستطيع أن يؤثر فيه تأثيرًا كليًا أو جزئيًا.
فمن الأمور التي تهمه، مثلاً:  حرارة الطقس وضيق الشارع الذي يسكن فيه وواضح أن محمد لا يستطيع أن يصنع شيئًا حيال هذه الأمور، وأن غضبه عليها، وتذمره منها لن يغير الواقع بل الغالب أن يزيد من حنقه وإحباطه، ويؤثرا سلبًا على صحته الجسمية والنفسية.
وهناك نوع آخر من الأمور التي تهم محمد مثل: تحسين وضعه المادي، ونجاحه في دراسته، ورفع مستواه في اللغة الأجنبية التي يعرف مبادئها، وإنقاص وزنه الزائد، وممارسة الرياضة البدنية، وقضاء وقت أكبر مع والديه... هذه الأمور كلها داخلة في (دائرة التأثير) بنسب متفاوتة، ويستطيع أن يقوم بشيء ماحيالها.
فإذا كان محمد رجلاً ناجحًا، فعالاً، حكيمًا، مبادرًا فهو يوظف جهده وطاقته، ووقته، وماله في الأمور الواقعة في (دائرة تأثيره)، ويكف عن الشكوى مما هو في (دائرة اهتمامه) ولا سلطان له عليه. (مستشفى العقلاء)
أما إذا كان غير ذلك، فهو لن يكف عن اختلاق الأعذار تسويفًا لتقاعسه، وسيظل يشكو ويتوجع من الظروف الصعبة، والحظ الذي لا يواتيه، وقد يحمّل (الأقدار) مسؤولية ما جناه على نفسه.
وصدق من قال:
المخفقون ماهرون في اختراع الأعذار..
والناجحون ماهرون في اختراع الحلول..

إن الأفراد الناجحين والجماعات والجمعيات الناجحة بل حتى الشعوب الناجحة، هي التي توظف وقتها، وجهدها، واهتمامها في (دائرة تأثيرها)، ولا تضيع وقتها، وجهدها، في (دائرة اهتمامها ). (مستشفى العقلاء)
لا تنسى :
إنَّه كلّما طغت دائرة الاهتمام على حساب دائرة التأثير صار الإنسان أقرب إلى الكسل  منه إلى العمل، وأقرب إلى الفشل  منه إلى النجاح.
ففي أي دائرة تقف انت؟ وأين تقضي معظم وقتك؟!
 

ختاماً أقول
فكروا إخواني وأخواتي في الانتقال من دائرة الاهتمام إلى دائرة التأثير لتكونوا من الناجحين و السعداء في الحياة.

4 تعليقات

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

  1. سحر22.1.13

    كلام جميل

    ردحذف
    الردود
    1. الله يكرمك أختي الكريمة سحر اشكر لك المشاركة ونفع الله بك

      حذف
  2. غير معرف9.2.13

    اتفق معك اخي ...نعم الظروف تجبرنا احيانا لكن على الانسان ان يسعى باتجاه التحسين فيكون طاقته باتجاه (دائرة التاثير) ومحاولة الرضا بما لايرضيه من (دائرة الاهتمام) .... اعتقد التغيير يبدا من فكر وتحويله الى تطبيق عملي والمحاولة مع الصبر اسلحة قل من يتمتع بها واول خطوة هي احترام الوقت بالعمل المناسب
    جزاك الله خيرا

    ردحذف
    الردود
    1. بارك الله فيك أخي الكريم / أختي الكريمة ونفع الله بك

      حذف
أحدث أقدم

نموذج الاتصال