الأمور الكبيرة والصغيرة... ماذا تعرف عنها؟!

يحكى أن أحد الأمراء أراد أن يؤدّب ولده  وكان الولد أكولاً نهماً فأرسل الوزيرَ في ساعة من الليل وقال له : ائتني به فوراً ولا تسمح له بأكل شيء قبل أن تشخصه إليّ، ذهب الوزير وقال للولد : أجب الأمير قال: أمهلني قليلاً لآكل قال: أجب الأمير فوراً على هيئتك الآن ، وذهب الولد ، فجلس في قاعة انتظار حتى طال به الجلوس واشتد به الجوع.
قال والده : أدخلوه الغرفة ؛ فدخل ووجد على مائدة الطعام ألواناً من الأطعمة اليسيرة التي نسميها (مقبّلات) الجرجير والبقول والسلطات وما شابه ، فوقع عليها أكلاً حتى شبع وهدأت نفسه.
ثم أمر الأمير أن يؤذن للولد على مائدة من أجود أنواع الأطعمة مما لذ وطاب من الوجبات الرئيسة، وعليها الأمير ووزراؤه وحاشيته ، فأكلوا وانقبض الولد ..
سأله أبوه: لماذا لا تأكل؟ قال : قد شبعت ، ولم أعلم أن ثمت طعاماً آخر هو ألذ وأطيب ..
قال الأمير: إنما أحضرتك لألقنك درساً في حياتك ، ليس لك إلا بطن واحد.

 فإذا ملأته بالبقول والأطعمة الأولية؛ لم تجد نفسك في الطعام الذي هو أكثر نفعاً وأعظم لذة ، وهكذا إذا ملأت وقتك بالأمور الصغيرة ضاق عن جلائل الأعمال وفضائلها .. فتأمل

1 تعليقات

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال