إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يخرجون من دين الله أفواجاً



أعرابي يضحك الحجاج

بعد قوله

إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يخرجون من دين الله أفواجاً




قال صعصعة بن صوحان: خرجنا مع الحجاج حاجاً إلى بيت الله الحرام. فبينما نحن في بعض الطريق إذا نحن بصوت أعرابي يلبي بين الغيضة. فلما فرغ من التلبية قال: كلامك اللهم لك، من قال مخلوق هلك، وفي الجحيم قد سلك والجاريات في الفلك، على مجاري من سلك، قد اتبعنا رسلك، ما خاب عبد أملك، أنت له حيث علك فقال الحجاج: تلبية موحد ورب الكعبة. لا يفوتنكم الرجل.
فأسرع ما كان حتى أُتي بأعرابي على ناقة برحاء بلحاء. فقال الحجاج: من أين أقبلت يا أخا العرب؟ وإلى أين تريد؟ قال جئت من الفج  العميق.

قال من أي الفجاج أنت؟ قال من العراق وأرضها. قال من أي العراق أنت؟ قال من مدينة الحجاج بن يوسف. قال فما سيرته فيكم؟ قال بسيرة فرعون في بني إسرائيل، يقتل أبناءهم ويستحيي نساءهم.
قال فهل خلفته ظاعناً أو مقيماً؟ قال بل ظاعناً. قال إلى أين؟ قال إلى الحج ولن يتقبل الله منه. قال وهل خلف أحداً بعده؟ قال نعم أخاه محمداً. قال فما سيرته فيكم؟ قال ظلوم غشوم، واسع البلعوم، عاص مشؤوم.

قال له الحجاج هل عرفتني؟ قال الأعرابي اللهم لا. قال الحجاج أنا الحجاج بن يوسف.

قال الأعرابي: أشر والله ممن أظلت الخضراء. وأقلت الغبراء  ويشرب من الماء بغيض مبغوض  لعين ملعون  في الدنيا والآخرة. فقال الحجاج والله يا أعرابي لأقتلنك قتلة لم أقتلها أحداً قبلك. قال الأعرابي إن لي رباً يخلصني وينجيني منك. قال يا أعرابي إني سائلك؟ قال إذاً والله أُخبرك. فقال: أتحسن من القرآن شيئاً؟ قال: نعم. قال فأسمعنا. فاستفتح وقال: بسم الله الرحمن الرحيم إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يخرجون من دين الله أفواجاً. قال ليس هكذا يا أعرابي. قال وكيف؟ قال يدخلون في دين أفواجاً. فقال الأعرابي قد كان ذلك قبل أن يتولى الحجاج. فلما ولي جاؤوا يخرجون من دين الله. فضحك الحجاج حتى استلقى على قفاه. 

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال