
لا يخفى على أحد من المتابعين للأخبار مقتل 2000 مسلم في بورما وهدم المساجد والتمثيل بجثث المسلمين...لذلك أحببت نقل هذا الموضوع للأهمية للتعرف على إخوانك في بورما وعلى مشاكلهم. (اللهم انصرهم يا رب العالمين)
الموقع:
تقع دولة بورما (ميانمار حاليًا) في الجنوب الشرقي لقارة آسيا، وتجاور كلاًّ من الصين والهند وتايلاند ولاووس وبنغلاديش، ويحدها من الجنوب خليج البنغال. ويقع إقليم أراكان في الجنوب الغربي لبورما ويطل على ساحل خليج البنغال والشريط الحدودي مع بنغلاديش. ويبلغ عدد سكان بورما أكثر من 50 مليون نسمة، وتقدر نسبة المسلمين بـ15% من مجموع السكان نصفُهم في إقليم أراكان- ذي الأغلبية المسلمة- حيث تصل نسبة المسلمين فيه إلى أكثر من 70% والباقون من البوذيين الماغ وطوائف أخرى.
عسكر بورما:
منذ أن استولى العسكريون الفاشيون على الحكم في بورما- بعد الانقلاب العسكري بواسطة الجنرال (نيوين) المتعصب عام 1962م- يعيش مسلمو أراكان والذين يطلق عليهم الروهينحا (كما ورد بالتقارير المنشورة) تحت حكم البوذيين في أوضاع معيشية مزرية؛ فلا حُلم للأب إلا أن يجد لقيماتٍ يضعها في فم أطفاله كي يستطيعوا أن يناموا، ويُحرم أبناء المسلمين من مواصلة التعليم في الكليات والجامعات، ومن يذهب للخارج يُطوى قيده من سجلات القرية، ومن ثَمَّ يُعتقل عند عودته، ويُرمى به في غياهب السجون، علاوةً على حرمانهم من الوظائف الحكومية مهما كان تأهيلهم.
منذ أن استولى العسكريون الفاشيون على الحكم في بورما- بعد الانقلاب العسكري بواسطة الجنرال (نيوين) المتعصب عام 1962م- يعيش مسلمو أراكان والذين يطلق عليهم الروهينحا (كما ورد بالتقارير المنشورة) تحت حكم البوذيين في أوضاع معيشية مزرية؛ فلا حُلم للأب إلا أن يجد لقيماتٍ يضعها في فم أطفاله كي يستطيعوا أن يناموا، ويُحرم أبناء المسلمين من مواصلة التعليم في الكليات والجامعات، ومن يذهب للخارج يُطوى قيده من سجلات القرية، ومن ثَمَّ يُعتقل عند عودته، ويُرمى به في غياهب السجون، علاوةً على حرمانهم من الوظائف الحكومية مهما كان تأهيلهم.
عقوبات اقتصادية:
ويمتد الأمر للعقوبات الاقتصادية مثل مصادرة الأراضي وفرض الضرائب الباهظة في كل شيء، والغرامات المالية، ومنع بيع المحاصيل إلا للعسكر أو من يمثلهم بسعرٍ زهيدٍ لإبقائهم فقراء، أو لإجبارهم على ترك الديار.
ويمتد الأمر للعقوبات الاقتصادية مثل مصادرة الأراضي وفرض الضرائب الباهظة في كل شيء، والغرامات المالية، ومنع بيع المحاصيل إلا للعسكر أو من يمثلهم بسعرٍ زهيدٍ لإبقائهم فقراء، أو لإجبارهم على ترك الديار.
وهناك مظالم أخرى مثل طمس الهوية وتعرض
المساجد للتخريب، والمنع من السفر وعدم السماح بالتنقل من قريةٍ إلى أخرى إلا بعد
الحصول على تصريح، وأمور كثيرة أخرى لا يسع المقام لذكرها.
التطهير العرقي واغتصاب النساء:
إلا أن ما تقدم- على عِظَمه- يهون ويصغر بجانب ما يتعرض له هؤلاء المسلمون من تطهيرٍ عرقيٍ وحرب إبادة على يد العسكر، حتى صنفتهم الأمم المتحدة من أكثر الأقليات تعرضًا للاضطهاد في العالم، ولا ذنب لهؤلاء الضحايا إلا أنهم مسلمون يريدون أن يربوا أطفالهم بسلامٍ على الأرض التي ورثوها عن أجدادهم.
إلا أن ما تقدم- على عِظَمه- يهون ويصغر بجانب ما يتعرض له هؤلاء المسلمون من تطهيرٍ عرقيٍ وحرب إبادة على يد العسكر، حتى صنفتهم الأمم المتحدة من أكثر الأقليات تعرضًا للاضطهاد في العالم، ولا ذنب لهؤلاء الضحايا إلا أنهم مسلمون يريدون أن يربوا أطفالهم بسلامٍ على الأرض التي ورثوها عن أجدادهم.
فهناك الطرد الجماعي المتكرر خارج الوطن
حيث طُرِد أكثر ما يقرب المليون ونصف المليون منذ عام 1962. أما الذين قتلوا
وسيقوا للسجون وذاقوا من التعذيب ما أفقدهم الحياة فأعدادهم لا تحصى، وآلاف القرى
والتجمعات السكنية قد خُربت وهُدِّمت على أهلها.
والنساء إما يُغتصبن في بيوتهن، أو يُسقن
لمعسكرات الإذلال، أو يُجبرن على خدمة الجنود ليلقين صنوف المهانات والإذلال أقلها
وأخفها الاغتصاب.
منذ عدة أسابيع وفي إطار هذا المسلسل
الإجرامي، بعد أن أعلنت حكومة بورما في بداية الشهر الماضي أنها ستمنح بطاقة
المواطنة للمسلمين- وهو أبسط حق من حقوقهم- صبت الجماعات البوذية المتطرفة بتواطؤ
مع السلطات- حقدها على المسلمين بمجزرةٍ بشعة أودت بحياة أكثر من ألفٍ من مسلمي
بورما، فيما شُرِد أكثر من 90 ألفًا آخرين بعد أن تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب،
وَثَقت ذلك الصور والفيديوهات التي انتشرت في الصحف والفضائيات والمواقع
الإلكترونية، والتي لا يُنصح ذوو القلوب الرهيفة بمشاهدتها أبدًا.
فقد قام البوذيون باغتصاب النساء وإشعال
النار في الأحياء والمنازل على من فيها من النساء والأطفال والعجزة المسلمون، ومن
نجا من الحرق واجه مصيرًا أبشع وهو الذبح أو السحل والضرب حتى الموت.
إن العالم أمام مشاهد قِيل فيها: إنه لا
يوجد بشرٌ على وجه هذه الأرض، سُحِق كما سُحِق المسلمون في بورما، ولا دينًا أُهين
كما أُهين الإسلام في بورما.
والكلمة تُوجه أولاً للصين حاضنة البوذية:
هل ما يقوم به البوذيون ضد المسلمين في بورما يتماشى مع ما يُعلن من السماحة
والخلق والمحبة في البوذية؟ ألا يستطيع التنين الأحمر أن يُؤدب جماعاتٍ متطرفةٍ
تُلطخ بمسلكها العار بجبين البوذيين جميعًا؟ ألا تستطيع الدولة العملاقة الضاربة
بحضارةٍ في أعماق التاريخ- وقد استشعرت ألم الظلم إبان الحرب العالمية الثانية- أن
تُلَجِم دُويلةً بجوارها لرفع الظلم البشع عن أبرياء؟
أمريكا والغرب:
ثم يأتي الحديث لأمريكا والغرب دعاة حقوق الإنسان والمرأة والأقليات: هل من دعم حقوق الإنسان والمرأة السكوت عن أبشع الجرائم التي ترتكب بحق النساء والمسلمين في بورما؟ أليس المسلمين في بورما أقلية أوجب بالدعم والمتابعة من الأقليات التي تعيش في بلاد المسلمين مدللةً غير ناقصة الحقوق، لا تحتاج لأية دعم أو متابعة؟
ثم يأتي الحديث لأمريكا والغرب دعاة حقوق الإنسان والمرأة والأقليات: هل من دعم حقوق الإنسان والمرأة السكوت عن أبشع الجرائم التي ترتكب بحق النساء والمسلمين في بورما؟ أليس المسلمين في بورما أقلية أوجب بالدعم والمتابعة من الأقليات التي تعيش في بلاد المسلمين مدللةً غير ناقصة الحقوق، لا تحتاج لأية دعم أو متابعة؟
وما يُوجه للعرب والمسلمين: إننا أمةٌ- منذ
تاريخنا الأول وحتى قبل الإسلام- أكثر ما يُميزنا النخوة وإجارة الضعيف وحماية
العاجز وإن كان من غيرنا، فما بالكم بعد الإسلام الذي جعل ذلك من أساسيات ديننا
والمُعتَدى عليه منا! هل تعجز الأمة التي تملك السلاح النووي وثاني قوة عسكرية في
الناتو وتملك الطاقات البشرية والجيوش والثروات والإبداعات أن تواجه دويلةً تعيش
على أقصى هامش الحياة في غيابات ظلمات التاريخ؟ أليست النساء اللاتي يغتصبن
أخواتنا وبناتنا وأمهاتنا؟ أليس الرجال الذين يُقَتَّلون ويُحَرَّقون أحياءً
إخواننا وأبناءنا وآباءنا؟ ألا يستوجب ذلك كله حركةً قويةً تدفع الظلم عن هؤلاء
البائسين؟
أما هؤلاء المجرمون المتطرفون فأبلغ ما
يُقال لهم ما ورد بكتاب ربنا (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)
(الشعراء: من الآية 227)، وعلى ثقةٍ أنه سيأتي اليوم الذي يُثأر فيه لهؤلاء
الضعفاء، وسيكون عذاب المجرمين ضعفين.
وبقيت كلمة لهؤلاء الضعفاء الضحايا
المُعذبين: اصبروا وصابروا وقاوموا وكونوا أقوياءً، واعلموا أن النصر مع الصبر،
وأن التمكين بعد الاستضعاف كما حدث مع قوم موسى.
إن العالم إزاء فاجعةٍ لا تستطيع وصفها
الكلمات، إلا أن حلها ميسور إن وجُدت النية وصح العزم، وعلى العالم أن يتحرك
بشعوبه ومؤسساته ميدانيًّا على الأرض لحماية هؤلاء البائسين ولمحاكمة وتأديب
المجرمين، ولا يكفي المؤتمرات والإدانات التي قد لا تأتي بأية طائل.
والأمل في وجه الله أولاً وآخرًا أن يكشف
البلاء عن المنكوبين، وأن يجعل بعد ذلهم عزة، وأن يجعل ثأرهم على من ظلمهم..
سبحانه هو الغالب على أمره، وهو القوي، وهو على كل شيء قدير.
-------------
منقول للأهمية