سر السعادة ؟!

أرسل أحد التجار ابنه ليتعلم سر السعادة عند رجل من أكثر الناس حكمة.
مشى الصبي أربعين يوماً في الصحراء قبل أن يصل إلى مدخل قصر رائع على قمة جبل. هناك يقيم الرجل الحكيم الذي كان يسعى للوصول إليه. بدلاً من أن يلتقي رجلاً قديساً دخل رجلنا إلى قاعة تنشط فيها حركة كثيفة، باعة يدخلون ويخرجون، وأناس يتحادثون في إحدى الزوايا، وفرقة موسيقية تعزف أنغاماً خلابةً. وفيها طاولة مليئة بأشهى مآكل تلك المنطقة من العالم …
والرجل الحكيم يتحدث مع هؤلاء و أولئك، فاضطر الشاب إلى الانتظار ساعتين قبل أن يحين دوره بالكلام …
أصغى الرجل الحكيم بانتباه إلى الشاب وهو يشرح له سبب زيارته، ولكنه قال له أن لا وقت لديه الآن ليطلعه على سر السعادة. واقترح عليه القيام بجولة في القصر ثم العودة ليقابله بعد ساعتين …
أضاف الرجل الحكيم وهو يعطي الشاب ملعقة صغيرة سكب فيها نقطتين من الزيت. "ومع ذلك أريد أن أطلب منك معروفاً" خلال جولتك أمسك جيداً بهذه الملعقة ولا تدع الزيت يسقط منها".
بدأ الشاب يصعد وينزل كل سلالم القصر وعيناه مركزتان على الملعقة.
وعاد بعد ساعتين إلى الحكيم. "سأله هل رأيت النجود الفارسية الموجودة في غرفة الطعام خاصتي؟
هل رأيت الحديقة التي عمل مسؤول البساتين عشر سنوات لإنجازها ؟
 هل شاهدت الرف الجميل في مكتبتي؟
ارتبك الشاب، واضطر بأن يعترف بأنه لم ير شيئاً أبداً. لأن همه كان ألا تقع نقطتا الزيت من الملعقة التي أعطاه إياها الحكيم.
قال له الرجل الحكيم: إذن عد وتعرف على روائع عالمي، لا يمكن الوثوق بإنسان إن لم نكن نعرف المنزل الذي يقيم فيه ".
حمل الشاب الملعقة وهو أكثر اطمئناناً الآن، وعاد يتجول في القصر مركزاً انتباهه هذه المرة على كل الأعمال الفنية المعلقة على الجدران والمرسومة على السقف.
 رأى الجنائن والجبال المجاورة ورقة الأزهار وتلك الدقة التي وضعت فيها الأعمال الفنية في موقعها المناسب. ولدى عودته إلى الحكيم روى له بشمل مفصل كل ما رآه في جولته.
سأله الحكيم: لكن أين هما نقطتا الزيت اللتان أوكلتك بهما؟ نظر الشاب إلى الملعقة فوجد أن نقطتي الزيت قد سقطتا منها.
قال الحكيم عندئذ: هنا النصيحة الوحيدة التي يجب أن أعطيك إياها: إن سر السعادة هو أن تنظر إلى كل روائع الدنيا دون أن تنس أبداً نقطتي الزيت في الملعقة.
إذن علينا أن نفكر: ماذا قصد الحكيم بنقطتى الزيت؟ أظنك قد عرفتها. وإن لم تعرفها شاركنا رأيك وسوف نجيب عليك؟!

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال