ملخص تجربتي في الحياة

ومضت الأيام
كانت الطفولة حيث إنك تملك وتفعل كل شىء - بلا حرج - حياة بلا قيود ولا تفكير، ثم شبابٌ مليء بالنشاط ثم هرمٌ ملىء بالتفكير ومحاسبة النفس والوحدة وقلة النشاط ومعايشة الذكريات وتذكُّر الأيام الخوالي ومقارعة السيوف وركوب الخيول ثم نهاية ككل نهاية، لكن قبل النهاية أين البداية؟!
الطفـولة والشباب
بداية جميلة حيث الطفولة واللعب وحياة بلا حرج ولا حسابات ثم مرحلة النمو والمراهقة والشباب حيث الأحلام الوردية وأحلام اليقظة وتعيش وكأنك تريد أن تملك كل شىء ثم فجأة تصطدم بالواقع وحساباته وإما أن تستيقظ وتتعامل مع الواقع أو تعيش في غيبوبة وانفصال تام عن الواقع وتمضي الأيام
الصـــــــــــــداقة
وإن حدثتك عن الصداقة ومشقة البحث عن صديق وبعد أن تظن أنك وجدت ضالتك ففجأة تجد أنك وجدت سرابًا وتعاود للبحث من جديد ثم تجد نفس السراب وكأنك في صحراء جرداء وكأن النساء عقمت أن تلد صديقًا. وبعد أن تجده وتقترب منه ويقترب منك وتصبحا جزءا واحدًا وكل من يشاهدكما يظنكما شخصًا واحدًا، ثم تصبح فتجد نفسك وحيدًا.   وتمضي الأيام
البحث عن عمل
ثم مشقة البحث عن عمل وإن كانت المشقة تهون أمام العمل نفسه فزملاء العمل شر لا تراه ولا تشم راحته وإنما تلمسه بيديك فيغدر بك أول من يأكل معك في إناء واحد لا يرعى حقوقاً ولا أدباً ولا حرمة ليأخذ منصباً أو يفوز بشىء من كنوز الدنيا أو ليكسب ود الآخرين (الأسياد) ونسي أن لنا سيدًا واحدًا وإلهًا واحدًا فالمكر والخداع والخسة والغدر والكذب أدواته في الحياة وعندما تطلب النصح تجده ينصحك وكأنه من الأنبياء والحقيقة أنه ذئب في هيئة بشر فتجد نفسك في غيابة الجب وهو أول من يغرقك في البئر لتختفي من الحياة  وتمضي الأيام
الزواج (بنت الحلال)
وإن حدثتك عن الزواج ومشقة البحث عن زوجة فهذا هين أمام أعباء الزواج فمضمون الزواج لدى البشر هو العلاقة الشرعية بين الرجل والمرأة وإنجاب الأبناء وتوفيرالطعام والشراب ومتابعة آخر الموديلات والديكورات- وإن كانت ضرورية للحياة- فقلت: يجب أن أبحث عن العقل والفكر والروح والعاطفة الجياشة والصبر عند المصائب والعطف عند الأزمات فقالوا: مجنون وازدجر.   وتمضي الأيام
قبـــــــل النهــــاية
فهل الحياة تحتاج أن نعيش فيها بلا قلب ولا رحمة ولا ضمير ونتلاعب بالناس وبمشاعرهم وأحاسيسهم وعواطفهم هل تحتاج أن نكون فيها بلا أخلاق ولا مبادىء ولا نتحدث فيها عن حسن الخلق والعفو والسماح والوفاء والإحسان؟ ولكن عندما تسقط تتضاعف الضربات عليك وتنهال طعنات الخناجرفي ظهرك قبل صدرك وأصعب ما في الطعنة الأولي أن أول من يطعنك بخنجره هو أحب إنسان إليك حتى ينال رضا الآخرين وينفي صلته بك. وتمضي الأيام
النهــــــــــــــــاية
وخلال تلك الفترات تواجه أحداثًا جديدة في حياتك ربما تكون قد سمعت عنها ولكن لم تعايشها مثل: الأمراض والبلاء والشدائد والآلام والموت التي كنت تسمع عنها تراها الآن رأى العين إما في نفسك أو في حبيب لك. مستشفى العقلاء
فتفارق كل يوم حبيباً من الأحباب وتغسلهم بيديك أحيانًا وتدخلهم بيديك إلى قبورهم ثم تذهب إلى زيارتهم وتتحدث إليهم لكن لا مجيب وإن كنت حقًا أحببتهم لدرجة الهيام فسوف تطاردك الأحلام والذكريات أينما حللت وتشتاق إلى الأيام الخوالي وربما تصل إلى أن تتخيل وجودهم معك وتتحدث إليهم ويتحدثون إليك لكن فجأة تعود للواقع فلا تجد شيئًا وكل يوم تفارق حبيبًا وتودع حبيبًا إما أن تضعه بيديك في قبره أو يودعك هو في قبرك.  وتستمر الأيام مع الأجيال

آدم آدم –

2 تعليقات

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

  1. نور القمر99.2.13

    ضميرك صاحي ... وحب ربك في قلبك
    فعلا الدنيا ليست بدار راحة ... وكلنا محاسبين على اعمالنا ونياتنا
    الله يبارك فيك وفي ذريتك

    ردحذف
    الردود
    1. الله ينفع بك أختي الفاضلة وينفع بكِ

      واللهم أرزقنا الإخلاص في القول والعمل حسن الخاتمة

      اشكر لكم المشاركة
      يسر الله لك
      بالتوفيق دوما

      حذف
أحدث أقدم

نموذج الاتصال