التقارير السرية وليلة النصف من شبعان

جلس الموظف متوتراً فقد كُتب فيه تقرير سرياً سيترتب عليه مستقبله بالشركة إما أن يترقى ويحسّن وضعه وإما أن يظل كما هو و إما يفصل نهائياً.
فالتقرير فيه كل شئ عنه ويشمل تقييمه عن مدى اخلاصه في عمله و مدى التزامه بما هو مكلف به في حدود المواعيد المقررة من الإدارة و مدى تحقيقه لأهداف الشركة ومحافظته على أصولها وهل كان متعاونا مع زملائه وكريما معهم أم كان أنانياً.
وتذكر الموظف أيام كسله وتباطؤه ومشاحناته مع زملاؤه وتقصيره في بعض المهام فأخذ يفكر في عيوبه والتماس التبرير لنفسه بأن الشركة كلها فساد وأنه مظلوم وليس بيده شئ وأنه لا يريد أن يقطع "أكل عيشه" وليس أمامه طريق إلا أن يكون إمعه أو يكون جزء من منظومة الفساد أو يسكت ويكون في حاله بعيدا عن أي شئ .
لكن التقرير به كل النتائج بالأرقام والتواريخ والتقييم سيكون عالي الدقة.
هذا الموظف هو أنا وأنتم وكل البشر.
وهذا التقرير هو التقرير الذي سيُرفع الليلة ليلة النصف من شعبان وبه نتائج أعمالنا
والشركة هي الدنيا التي نعيشها.
والتقييم النهائي من رب غفور رحيم وعذابه هو العذاب الأليم.
الإمام أحمد

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال