لعل أخطر ما فى ملف
قضية الصراع الإسلامى اليهودى على الإطلاق، إخراج الإسلام من المواجهة، مع أنه
المعنى الأول بهذه المعركة، إلا أنه أُخرج بكل الوسائل، لتُترك قضية الأمة كلها،
رهينة مباحثات وخيانات. ومازالت الأمة تتلقى آثار هذه الخيانات، من تقتيل وتشريد،
وحصار وغطرسة.
فيأتى هذا الكتاب، « معركة
الوجود بين القرآن والتلمود» الذى ألّفه صاحبه، منذ أكثر من عشرين عامًا، ليعيد
للأمة رشدها، ويرد طبيعة المعركة، بين المسلمين واليهود، إلى أصلها الصحيح
باعتبارها معركة دين واعتقاد، لا قضية أرض واقتصاد.
وقد تناول المؤلف
معالجة هذه القضية فى كتابه المكون من مقدمة وتمهيد وبابين وخاتمة.
وتأتى المقدمة لتلقى
الضوء على طبيعة مادة الكتاب، من أنها «دراسة قرآنية» تتناول بالتحليل نفسية
اليهود، وكيف وصلوا إلى هذه الدرجة من الخبث والكفر.
ثم يتبعها بالتمهيد
ليبين الخطوط العريضة، لإقامة هذا الكيان المغتصب، وهل هو وليد يوم وليلة، أم أن
له بدايات تنوعت، وتنامت.
يرجع أسباب إقامة هذا
الكيان التلمودى الحقود، إلى عمل شياطين اليهود فى تجميع تآزر إلحادي، صليبي،
شيوعي، رأسمالي، وما جمعهم على اختلاف مشاربهم، إلا بغضهم للإسلام، ومحاولة النيل
منه بزرع هذه النبتة الخبيثة فى الأرض المقدسة.
بينما انخدع المسلمون
بخطة الكفار بتفريغ القضية من إسلاميتها، والزج بها إلى دوائر، ومتاهات الوطنية، والقومية.
وقد أدركت - فى وقت
مبكر- طلائع الحركة الإسلامية، خطورة زرع هذا النبت الخبيث – اليهود- فهبت تلبى
نداء الجهاد، وظهر بلاؤها عظيمًا، مما لفت الأنظار، إلى ضرورة إخراج الإسلام،
ودعاته، من ساحة المواجهة، مع أنه المعنى الأول، بهذا الحقد التلمودى الخبيث.
ويتوفر الباب الأول
على:
بيان طبيعة «النفسية
اليهودية»، فاليهود: أمة تحمل فى أعماقها، خصائص بالغة التعقيد، فهم لا يرون راحة،
إلا بالدس، والتآمر، والانتقام، وجعلوا كل هذا الخليط القذر، دينا يدينون به، مهما
أظهروا من ألوان الزيف والخداع. فقد زعموا أن إسرائيل سأل إلهه: لماذا خلقت خلقًا
سوى شعبك المختار؟!
فقال له: لتركبوا
ظهورهم، وتمتصوا دماءهم، وتحرقوا أخضرهم، وتلوثوا طاهرهم، وتهدموا عامرهم.
ما هو التلمود؟
يزعم اليهود أنه:
التعاليم السرية، الشفهية، التى تلقاها موسى عليه السلام من الله تعالي، وهو غير
التوراة فهى الشريعة الظاهرة، أما التلمود فهو الشريعة الباطنة، التى لا يعرفها
إلا الخواص من شياطين الأحبار. وعلى هذا فإن التلمود هو كتاب العقائد الوحيد، الذى
يفسر، ويبسط كل معارف الشعب اليهودى وتعاليمه.
ومما جاء فيه:
«إن تعاليم
الحاخاميين لا يمكن نقضها، ولا تغييرها ولو بأمر الله».
«اليهودى أحب إلى
الله من الملائكة، فالذى يصفع اليهودي، كمن صفع العزة الإلهية».
الشعب المختار وحده،
يستحق الحياة الأبدية، أما الشعوب الباقية فمماثلة للحمير. كل هذا الحقد
والعنصرية، أشربته الشخصية اليهودية حتى احتار الباحثون فيهم: أيها الأثر أو
المؤثر؟! فاليهود هم التلمود...
ويعلق المؤلف الأمل
على المسلمين لإنقاذ البشرية من خطر اليهود لا سيما بعد تخريبهم كل القيم
والمعتقدات والحضارات.
الباب الثانى: وفيه
ثلاثة فصول.
يؤكد المؤلف فى الفصل
الأول منه أن الحل الأصيل لهذه المعضلة اليهودية وهو إعادة الإسلام لخط المواجهة
مع اليهود، وتحرير الوعى المسلم من هذه النعرات الجاهلية التى رُفعت فى الفترة
الماضية، فالقضية إيمان بالوحى أو كفر به.
وفى الفصل الثانى
يوضح المؤلف سمات الخطاب القرآنى فى حديثه عن اليهود فى ثلاث:
1_العدل الربانى.
2_الفيض الغزير.
3_التوقيت المعجز.
أما فيما يتعلق
بالعدل الربانى: فقد أوضح المؤلف أن الله تعالي، لم يظلم اليهود وإنما فضّلهم على
العالمين، حينما كانوا مسلمين فلما بدلوا استحقوا ما حل بهم.
وأما المقصود بالفيض
الغزير فهو: كثرة الحديث عن اليهود فى القرآن الكريم حتى قيل: كاد القرآن يتنزل فى
موسى وقومه، فقد ذكر اليهود فى أكثر من ألف آية.
أما التوقيت المعجز
فيبرُز فى حديث القرآن المكى عن فساد اليهود بينما كان المسلمون يعانون الأمرين
على يد مشركى مكة ولم يروا اليهود بعد.
ثم أجاب المؤلف عن
طبيعة الإفسادتين اللتين أشار إليهما القرآن الكريم، فى قوله تعالى: {وَقَضَيْنَا
إِلَى بَنِى إسْرائِيلَ فِى الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِى الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ}
(الإسراء:4). فقال: ذهب بعض المحققين إلى أن المراد بـ«الكتاب» القرآن الكريم
فتكون الآيات إخبارًا بالغيب عن مستقبل الأحداث.
فالإفسادة الأولى: هى
ما حدث منهم، على عهد النبى صلى الله عليه وسلم فطُردوا من كل الجزيرة.
أما الإفسادة الثانية:
فهو ما يفعلونه الآن بعد أن أصبحت لهم الكرة على المسلمين المفرطين فى دينهم،
فعادت بهم إلى ضرب من الإفساد العالمي، ومن ثم فهم فى انتظار «الأمة المؤمنة»
ليتحقق الوعد الإلهى.
ويبقى تساؤل: هل
لليهود اليوم علاقة بيهود الأمس؟ وهل غيّر اختلاطهم بغيرهم من الأمم من طبعهم
الخبيث؟ لقد أجاب القرآن الكريم عن ذلك، باستواء أجيالهم فى الفسوق والضلال
فأولاهم وأخراهم مستوون فى استحقاق العذاب قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ
لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ}
(الأعراف:167) وما قصد بهذا البيان حسم المعركة مع اليهود من أول مرة وإنما ليكون
ذخيرة للأجيال المؤمنة فى مواجهة أعدى أعدائها.
ثم يبين الفصل الثالث
صفات اليهود كما تناولها القرآن متمثلة فى: الإلحاد المطلق- قساوة القلب - احتراف
التزييف- الغدر والنقض- غاية الحقد الإفساد فى الأرض- الاستهانة بالقيم- الاستعلاء
العنصرى- الذلة والمسكنة- تأصل الجبن.
وخاتمة هذا الكتاب
تجيب عن سؤالين: الأول: حول عدم جواز عقد مصالحة أو معاهدة، مع اليهود ومن فعل ذلك
فهو «ظالم» مخالف لصريح القرآن الكريم قال تعالى: {فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا
إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ
أَعْمَالَكُمْ} (محمد:35).
أما الثانى: فإنه
يقرر كيف انتصر علينا اليهود، مع وعد الله تعالى للمؤمنين بالنصر؟
وللإجابة عليه: يوضح المؤلف: أن اليهود هزموا
الأنظمة صاحبة النعرات الجاهلية ولم يهزموا المسلمين، ولابد من إعادة الوعى لهذه
الأمة ليخرج الجيل القرآنى الواعى لحقيقة المعركة.. معركة الوجود بين القرآن والتلمود