أبرز السلبيات في التجمعات العائلية

(1)
من أبرز السلبيات التي نعيشها اليوم في بعض التجمعات العائلية هو غياب المخزون الثقافي والتوعوي.
فتجد النساء حديثهن مضيعة للوقت حول الماديات والمظاهر والحفلات والأعراس اﻷحاديث معظمها لا تسمن ولا تغني من جوع داخل أعماق الأزياء والإكسسوارات والثياب والديكورات والمكياج وغيرها من الماديات وكل ذلك يؤدي إلى نتائج عكسيه مثل الغيبة والحسد والنميمة وخلق أجواء تنافسية مادية بحتة
وهذا بسبب المخزون الديني التوعوي والثقافي الضئيل التي تعيشها المرأة في زماننا
والكثير من الرجال يستهزأ بمجالس النساء وحديثهن ولكن اليوم أصبحت بعض مجالس الرجال لا تختلف كثيراً عن مجالس النساء وإذا ما قُلنا أسوأ من مجالس النساء فلا تجد الحديث غالبا سوى عن العقارات والسيارات والجوالات والأحذية والعطورات وغيرها 
كنت في أحد المجالس أو الديوانيات، فتخيل يا أخي أن تسمع موضوع نقاشي حول ماركة الأحذية حتى وصلوا إلى سعر الحذاء بكذا؟!
(2)
وللأسف وصلت هذه المواضيع الهزيلة حتى بين بعض الأكاديميين والمثقفين بأن يكون نقاش في غرفة المعلمين لمدة حصة كاملة حول ماركات العطور التي وصلت قيمة كذا وكذا وكل وفرد يفتخر بالماركة التي يشتريها .
ولكي نكتشف بأننا نعيش في زمن الماديات وصل بنا الحال أصبحنا نرفع مستوى احترامنا و تعاملنا مع بعضنا البعض إلا من خلال الماديات والمظاهر والأشياء التي تقتنيها، لأننا أصبحنا ننظر إلى ماركة حذائك قبل النظر إلى عقلك، والنظر إلى جوالك قبل النظر إلى أخلاقك، والنظر إلى سيارتك قبل النظر إلى مستوى شخصيتك
(3)
ولكثرة ولوجنا في هذه المواضيع المادية فقدنا أحيانا التوفيق في جلساتنا فأصبحنا لا نثق ببعضنا البعض ولا نصدق بعضنا البعض ونُسيء الظن بين بعضنا البعض سواء عند بعض الرجال أو عند بعض النساء فكلما نذكر خبراً جديداً حول شخص قد سافر إلى بلدة ما، أو قام ببناء منزل، فمباشرة تجد بعض ردود الفعل السلبية تتهاوى عليك كالصاعقة ونضع عشرات الأسئلة والإشكاليات التي لا تجني منها إلا سوء الظن مثل: (من أين له المال لكي يبني منزلاً أو لكي يسافر، أو لكي يشتري له سيارة) حتى أصبح البعض يدّعي الفقر والحاجة لكي لا أحد يحسده! ويخلق الأكاذيب لكي لا أحد يطلب منه المال لطلب المساعدة ويتشدق بالديون والمصاريف وغيرها !
وقد غابت مجالسنا عن المواضيع الأخلاقية والثقافية والسياسية والعلمية والتواصي بالخير وقبول الحق حتى أصبحت أخلاقياتنا تنحدر شيئاً فشيئاً و يوماً بعد يوم لأن حياتنا أصبحت مرتكزة أحيانا حول المجامﻻت والحديث عن بعضنا بالسوء دون الحديث لبعضنا بالخير .
نحتاج صحوة مستعينين بالله، ونحتاج خطوات جريئة لتصحيح مسارنا.
صلاح محمد الباسل –

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال