أذلَّ الحرصُ أعنــاقَ الرِّجـــالِ..

أذلَّ الحرصُ أعنــاقَ الرِّجـــالِ..  وأحيانًا مع الحرص "النفاق"..  ومع الرجال "النســاء"!
فحين انعقد المؤتمر الأول للهندسة الجيوتقنية (هندسة التربة والأساسات) بكلية الهندسة جامعة القاهرة، "الإثنين 30 سبتمبر -  الخميس 3أكتوبر 1991".. وكان برنامج اليوم الأول، الإثنين 30 سبتمبر: 8ص - 9ص، تسجيل الحضور.. 9ص - 10ص، مراسم الافتتاح برئاسة[ - أ.د ماجدة عبد الرحمن، المديرة التنفيذية للمؤتمر..  - أ.د عبد الرحمن الرملي، رئيس المؤتمر..  - أ.د فاروق اسماعيل، عميد هندسة القاهرة..  - أ.د مأمون سلامة، رئيس جامعة القاهرة].. يلي ذلك جلسات صباحية ومسائية بتوقيتات تفصيلية محددة، لعرض البحوث الفنية المعتمدة مسبقا
انتهى التسجيل في موعده، وتجمع المشاركون والمدعوون في القاعة انتظارًا لبدء مراسم الافتتاح في تمام التاسعة..  مضي الوقت وارتفعت أصوات الدردشة بين النخب الحاضرين، حتى 9:15 ولم يظهر أحد على المنصة..  وقيل إن المديرة التنفيذية ذهبت إلى مكتب العميد لاصطحابه!.. وعند 9:30، ذُكِرَ أن العميد والمديرة ذهبا إلى مكتب رئيس الجامعة لمرافقته!!.. ولما بلغت 9:45، قيل إن المديرة والعميد والرئيس، ينتظرون أ.د وزير الإسكان لاحتمال تشريفه افتتاح المؤتمر!!!
هنا طفح الكيل، فوقفت أقول: يا حضرات!.. قبل أن نفكر في عقد مؤتمر للبحوث الهندسية التي تتطلب دقة متناهية وتكنولوجيا متطورة، يجب أن نتعلم كيف نلتزم بالقواعد، ونحترم النظام والإدارة.. قلت هذا وانصرفت.. تتابعني نظرات بعض الحضور، كأني هبطت من كوكب آخر!!! وقررت ألا أعود إلى المؤتمر إلا في يومه الثالث في موعد تقديم بحثي الأول، وفي اليوم الرابع لتقديم بحثي الثاني.
وصلت إلى القاعة قبل الموعد المحدد بعدة دقائق، وإذا بالدكتورة تقول لي: في الحقيقة، بعد الموقف الذي حدث يوم الافتتاح، رأت الرئاسة عدم تقديم بحثيك في المؤتمر..  - سألت: بمعنى؟..  - قالت: الاكتفاء بأن البحثين منشوران في مجلد بحوث المؤتمر!..  - قلت: وهل هذا قرار رسمي مسجل؟..  -  قالت: لا لزوم لذلك!..  -  قلت: حسنا، وصعدت إلى المنصة.. فأشارت الدكتورة إلى رئيس الجلسة (أ.د جمال شريف)،..  الذي بادرني بالقول: بعد إذنك يادكتور، الوقت الآن لإلقاء بحث الدكتور(.. )،فليتفضل!..  - قلت له: آسف.. ومن المعيب أن يكون هذا تصرف أساتذة جامعة مسؤولين في مؤتمر علمي محترم.. بيدي نسخة من البرنامج الرسمي للجلسة  - الموجود أمامك -  وأنت المسؤول عن إدارتها..  وليس تغيير البرنامج.
وتوجهت إلى القاعة قائلا: "إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم"..  وما بأنفسنا هو ما يحدث الآن ومنذ جلسة الافتتاح.. وما لم يبادر كل منا بإصلاح ما في حدود مسؤوليته، مهما صغرت.. فانتظروا أمر الله..  ولا تستعجلوه.
رجاء حلمي - 
تعليقات
(1)
بوركت وبورك مسعاك.. .. أعلم علم يقين أنك ما فعلت ذلك رغبه في القاء بحثك أمام تلك الوجوه الشائهه قدر ما أردت اعطاؤهم درسا بليغا في أحترام العلم والوقت قبل أحترام اﻻشخاص.. وعموما اﻹنسان الفارغ علما وخلقا يرزقه الله الكبر ليرديه وقد كان اﻻولي بالعميد ورئيس الجامعه وهم كما يفترض أهل علم وكان اﻻولي بهذا العلم أن يورثهم تواضعا بدلا من ذلك. 
(2)
صحيح - لا يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم - صدق الله العظيم - احترام النفس من أولويات التغيير ولكن للأسف كثيرون يعتقدون أن عدم احترام الغير من متطلبات القيادة وما فعلته إدارة المؤتمر - فلا احترموا الغير و لا احترموا أنفسهم - حضرت مؤتمرات عدة في الخارج و هذا منذ بداية عملي في مصر للطيران وكان الفرق واضح جدا في احترام الوقت و النفس و الآخر - صدقت أخي الكبير مقاما العزيز علي قلبي في كل ماقلت و أضيف لإنتظار أمر الله - ليس لها من دون اللة كاشفة صدق الله العظيم.
(3)
بوركت أيها المجاهد فى سبيل الحق .. شاء الله أن يحدث ما حدث حتى تتأكد أنك تعيش وسط أقوام زائفه و عقول تدعى العلم و هى فارغه .
(4)

بارك الله فيك والدي العظيم صاحب المواقف العظيمة حفظك ربي ورعاك وثبتك على الحق اينما كنت واينما حللت

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال