في بداية عام 2011 عملت لأول وآخر مرة مدرسًا
للكيمياء في المرحلة الثانوية وكان ذلك لزمن قصير جدًا في مدينة خليجية مشهورة..
في أحد الفصول التي أحبها من وسط مستنقع طلبة الثانوي في هذه الدولة - الذين
يشبهون جدًا أقرانهم في بعض الدول العربية في السماجة والسفالة - أخذتني الجلالة
ردًا على سؤال متكرر عن فائدة الكيمياء
(!) وتحدثت عن إيران وبرنامجها
النووي وضرورة أن يكون من أهل السنة من يرتقي فوق حياة "الكبسة والتفحيط
والبلاكبيري"؛ وأن الكيمياء والتفوق فيها هو ما ساعد هؤلاء وبالتالي
لابد من أن نتفوق.. كان الشباب متحمسًا..
انتهت الحصة ثم مرت - على ما أتذكر - برهة وتم
استدعائي لمكتب المدير التنفيذي وهناك حدثني المدير - الذي كان يحبني كابن له - عن
حجم غبائي! عن "الأمنجية" المنتشرين في المدرسة والطلبة المتطوعين للإرشاد عن
المخالفات والذين أبلغ أحدهم عني بعد الحصة فورًا!
في فصل آخر دخلت بعدها وتساءل طالب شاعر مفوه
اسمه (عبد الله) عن فائدة الكيمياء؛ ابتسمت وقلت له: كي تكونوا مثل... مثل اليابان!
نهض الطالب من مكانه في نهاية الفصل ثم وقف
إلى جواري مشيرًا إلى زملائه في حركة مسرحية قائلًا باستنكار وسخرية: هؤلاء
يصيرون مثل اليابان؟!
نظرت لهم؛ صامتين نائمين أو لاهين في هواتف
يظنون أنهم يحسنون دفنها بعيدًا عني تحت طاولاتهم الخاصة! قلت له: في بطء ويأس
وعدم رغبة في جدال قد أحصل على استدعاء أكبر بسببه: عندك حق يا "عبد
الله"!
ولم يأبه أحد! فكر في الأمر وستصل إلى نتيجة من هذا الموقف.
عمرو عبد العزيز
عمرو عبد العزيز