فإعمار
الأرض و إحقاق الحق والعدل و نشر الرحمة و تعظيم دور العلم و التبسم في وجه
الآخرين و نشر الطاقة الإيجابية فيهم و توقير المسن و العطف على الصغير و حماية
البيئة و الحفاظ على الموارد و تفعيل مبدأ الإستدامة و نظافة البدن و المنزل
والشارع و الحي و المدينة و الصدق و الكف عن المحارم و الدماء ، كل هذا "حب للحياة " التي خلقها
الله و جعلها الركيزة الأساسية وقال عنها رب العزة: ( وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ).
أما
حب الدنيا فهو النقيض تماما : هو حب و تعظيم الغرائز , حب المال والسلطة بدون
حساب , حب الجنس القح بدون مشاعر ولا مسئولية , حب الشهرة و الأضواء بدون تبعات ,
حب الوجود في الدنيا بدون هدف.
يحدثنا
رب العزة عن اليهود - و هم أكثر محبي الدنيا - فيقول : "وَلَتَجِدَنَّهُمْ
أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْيَوَدُّ أَحَدُهُمْ
لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن
يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ"
لاحظوا
معي أن الحياة في هذه الآية الكريمة غير معرفة بـ الـ , لأنها ليست الحياة التي
يطلب مننا حبها، بل
هي حياة:
بلا
هدف
بلا
مسئولية
بلا
قيمة مضافة
سواء
على مستوى الفرد أو الأسرة أو المجتمع، حياة صماء فانية مرادفة للدنيا الفانية.
أحمد البيلي