الكاريزما والشعوب المتخلفة

الكاريزما كلمة بالإنجليزية : (Charisma) في أصلها اليوناني تعني الهدية أو التفضيل الإلهي ، وهي تشير إلى الجاذبية الكبيرة والحضور الطاغي الذي يتمتع به بعض الأشخاص ، والقدرة على التأثير على الآخرين إيجابيا بالارتباط بهم جسديا وعاطفيا .

ولقد استخدم المصطلح في فجر المسيحية للإشارة أساسا إلى قدرات الروح القدس , ويعتبر ماكس فيبر (Max Weber).  أول من أعطى المصطلح صبغة سياسية عندما استخدمه للإشارة إلى) : القدرة التي يتمتع بها شخص معين للتأثير في الآخرين إلى الحد الي يجعله في مركز قوة بالسبة لهم و بحيث يمنحه الواقعون تحت تأثيره حقوقا تسلطية عليهم كنتيجه لقدرته التأثيرية هذه ).

فالمزايا التسلطية التي يتمتع بها الشخص الكاريزماتي ويمارسها على الآخرين تنبع أساسا من أضافة الآخرين صفات و قدرات خارقة له مثل : الإيمان بأنه صاحب مهمة إلهية مقدسة أو بأن لديه قدرات إدراكية غير طبيعية و نفاذ بصيرة لا يبارى أو بأنه يتحلى بفضائل خلقية تعلو مرتبة البشر لتسمو به إلى مرتبة أعلى .

ولقد قسم فيبر السلطة إلى ثلاثة أنواع :

1- السلطة التقليدية اللاعقلانية : Traditional Autority

و هي التي تستمد شرعيتها و التزام المحكومين بأوامرها من الأعراف و العادات و التقاليد المستقرة .

2- ثم السلطة القانونية العقلانية : Legal-rational Autority

وترتكز شرعيتها على إيمان المحكومين بقانونية مجموعة من القواعد و الإجراءات , وبحق الذي يصلون إلى السلطة - وفقا لها - في أن يمارسوا سلطاتهم ويصدروا أحكامهم التي تكون ملزمة للجميع .

3- ثم السلطة الكريزماتية : Charismatic Autority

والتي تستمد شرعيتها من إيمان الآخرين بقدراتها الخارقة .

من كتاب ( كاريزما السلم الوظيفي - عمر أبوعاذرة )

أقول :

ومن سمات الشعوب المتخلفة أنها تستمد شرعيتها من النوعين الأول والثالث (السلطة التقليدية اللاعقلانية والشخصيات الكاريزمية ) فيرضخون دوما للعادات والأعراف والتقاليد أو للزعامات الفردية .......... بينما تتسم الشعوب المتحضرة باستمداد شرعيتها من السلطة القانونية العقلانية (كالشريعة الإسلامية, والقانون والدستور).

إضافة:

وأيضا قوة حضور الشخضية لها أثر و تأثير في مجريات اﻷحداث وذلك أن قوة الحضور مع وجود القضية العادلة و قوة إيمان الشخص بها عاملان أساسيان في جذب الناس

وللشخصية الكاريزمية أهمية سواء في نجاح العمل الإداري أو السياسي أو العسكري أو حتى الدعوي , فهى من مقومات النجاح .

وحتى تحقق الشخصية الكايزمية أهدافها ينبغى أن يتوفر لها أمريان وهما: السلطة والتأثير.

البحراوي