احذروا المملكة.. فسقوطها قريب...
عندما تسقط دولة أو مملكة ننظر في أسباب سقوطها حتى نحمي
أنفسنا من السقوط أو السير في نفس الطريق لنتجنب السقوط، فكم من الممالك سقطت
وعرفنا أسباب سقوطها وآخري لم نعرف إلا القليل عنها وربما لم نعرف عنها شيء إلا
أنها سقطت.
ستسقط المملكة يوما ما! - لا تتعجب - أقسم لك على ذلك
ستسقط كل الممالك. لأن آخر أيام الأرض قادم لا مفر منه، ستسقط إن سارت في نفس
الطريق الذي سلكه من سبقها ولم تتعلم منه شيء لتحمى نفسها، لكن إن نظرت لها ستجدها
للأسف تقتفي أثرهم في السقوط وتأخذ بنفس أسباب السقوط ولم تتعلم من الماضي والحاضر
شيء. ظنن منها أن النهاية ستتغير فكيف تتغير؟! ما يتغير دائما وسيلة السقوط لكن الزوال
قريب - فلا تتعجب - حينها سنقول معا إنها إرادة الله اللهم عليك بكل الممالك
الظالم أهلها والظالم حكمها.
ربما تظن أن الموضوع له علاقة بالسياسة أو يخص دولة أو
مملكة فإن كنت تظن ذلك استمر في القراءة فسوف تغيير رأيك.
كل واحد منا له مملكته الخاصة، وحدود المملكة ومساحتها وأولوياتها وسياستها تحدد حسب ثقافة
وتربية وسلوك الفرد المكتسبة وغير المكتسبة .. إلخ.
فمنا من تقتصر مملكته على نفسه فقط، ولا يهمه أي شيء آخر
حتى عائلته الصغير (الأم والأب والاخوات) لا تدخل تحت ظل مملكته فكل ما يهمه ويشغل
باله نفسه ورغابته وطموحاته ومستقبله هو دون غيره. فتجده يعمل لمصلحته ورغابته دون
النظر لأي شيء آخر وإن هلك الجميع فأهم شيء هو.
وهناك من تتسع مملكته لأكثر من ذلك، فهي لنفسه وأهله
(عائلته الصغيرة والكبير وربما القبيلة) وما فوق ذلك فلا يخصه ولا يهمه. فهو يعمل
على تحقيق مصالحهم ورغابتهم فقط دون غيرهم وإن هلك الجميع.
وبناء على ذلك نجد أن أولويات كل فرد مختلفة عن الآخر فمنا
من يقدم عائلته على نفسه ومنا من يقدم نفسه على العائلة وإذا تعارضت مصلحة العائلة
مع نفسه فيختار نفسه ومنا من يرى أن مصلحة عائلته أهم من نفسه.
وهناك من تتسع مملكة لأكثر من ذلك فيرتبها هكذا (نفسي
وعائلته الصغيرة والكبيرة وقبالتي ووطني وديني) فتجد من يقدم الدين على كل شيء
وعلى كل المصالح وإذا تعارض أي شيء مع الشرع فيختار الشرع فأهم شيء الدين فهو عالم
بالأولويات وقادر على التعامل مع التحديات ولديه قادرة على موازنة الأمور (فالأمر
ليس سهلا) فكم منا أفسد الأمور بقصد إصلاحها فالأمر ليس سهلا.
إن اختلال الموازين والأولويات في ظل الظروف الراهنة وفي
ظل التحديات الفكرية والمادية والعولمة والغزو الفكري تجعلنا في حاجة إلى أن نقف
مع أنفسنا وقفة ونحدد المملكة التي تخصنا حتى لا تسقط أو تفسد. (والشواهد والقصص
كثيرة ألم تقرأ أو يحكى لك أن شاب أو شابة ترك أسرته وعائلته بل دينه من أجل مكاسب
قليلة ظننا منه أنها كثيرة) هل بحث وعرفت لماذا وصل إلى هذا الطريق إنها المملكة
وأولوياتها.
فأحذر هناك من يعمل على تدمير مملكتك بأن يحددها على
نفسك وإن وجد منك تحديا جعلها على نفسك وأهلك وإن وجد منك تحديا ضم لهم شيء آخر.
وكي تختار مملكتك تحتاج إلى أن تكون على علم ودراية وأول العلم القراءة والمعرفة. (موضوعات للمراجعة: هل أنت مثقف كما تدعي - لا تكن غرا).
فالفرصة متاحة لنا لترتيب سلم الأولويات حتى إذا جاء وقت
للتضحية فلا تتدخل في جدال وصراع مع نفسك وتقول نفسي أم عائلتي. فإن حددت مملكتك
قبل وقت الاختيار حنها سيكون - اتخاذ القرار - أسهل مما تتخيل وحينها تستطيع أن
تحسم أمرك بسهولة. - وتتخذ القرار - بكل سهولة.
فكثير منا ضيع عائلته لنصرة نفسه وخسر نفسه وعائلته بعد مكاسب
قليلة فقد كانت المعادلة صعبة عليه ولم يستطيع اتخاذ القرار السليم في ضوء أولويات
المملكة.
وكثير منا ضيع دينه وإيمانه عندما جاء وقت الاختيار
والتحدي ويرجع ذلك لأسباب كثيرة.
إن منظومة المملكة وترتيبها تحتاج منا إلى وقفة. فمن رب
أبنائه على الأنانية كانت مملكتهم أنفسهم ومن رب أبنائه على الشرع فقد ربهم على
كل شيء. وعلمه أن يحافظ على مصلحته دون أن يضر غيره ويحافظ
على عائلته دون يضر بعائلة غيره إلى غير ذلك من الأمور.
بصدق نحن بحاجة إلى تحديد المملكة الخاصة بنا ومساحتها وحدودها. وحسم الموقف الآن وليس غدا حتى إذا جاء وقت التضحيات تضحي وأنت مطمئن وما أجمل أن تبقى ثمرة تضحيتك في الأخرة وتفرح بها يوم العرض ويتقبلها الله منك فكلنا يسجل له ما يفعله في كتاب وكأنها مذكراتك فتهيأ لذلك إنها مذكرات الموت تكتبها بنفسك. فتأمل
بصدق نحن بحاجة إلى تحديد المملكة الخاصة بنا ومساحتها وحدودها. وحسم الموقف الآن وليس غدا حتى إذا جاء وقت التضحيات تضحي وأنت مطمئن وما أجمل أن تبقى ثمرة تضحيتك في الأخرة وتفرح بها يوم العرض ويتقبلها الله منك فكلنا يسجل له ما يفعله في كتاب وكأنها مذكراتك فتهيأ لذلك إنها مذكرات الموت تكتبها بنفسك. فتأمل
فهل وصلتك الرسالة... فتأمل