تربية الضمير وأثرها في حياة الفرد والمجتمع

الإسلام دين يقوم على تربية الضمير في نفس المسلم، وإن لم ترد لفظة "الضمير" بعينها وذاتها في القرآن. ذلك بأن الضمير كلمة تدل على الغيبة والستر، فيُقال: أضْمَرَ الإنسان في نفسه شيئًا، إذا أخفاه وطواه، ويُراد بالضمير الحي في المجال الخلقي أن يستشعر الإنسان ـ في نفسه وفي أعماقه ـ قوة معنوية تَصُدُّه عن العمل القبيح، وتُحَرِّضُهُ على التصرف الحميد، وهذه القوة هي التي يُعَبِّر عنها في الإسلام بالخوف من الله، أو خشيته بالغيب، أو مُحاسبة النفس، أو مُراقبة الخالق، وهذه أمور استفاض الحديث عنها في الإسلام بصورة أخاذة رائعة، في القرآن وفي غير القرآن.
وقال العلماء إن كلمة "المسلم" نفسها تُؤدي معنى كلمة "الضمير"؛ لأن قول الإنسان: أنا مسلم، معناه: أسلمتُ نفسي لله، أي أسلمت له ضميري، وباطني وظاهري، أي صرتَ عبدًا خالصًا له: "فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ. أَلَا للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ" (الزمر:2 ـ 3)، وقال تعالى: "إِن كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ" (الطارق:4) وقد فسروا "الحافظ" هنا بالرقيب، وقال بعضهم: إن المراد بالرقيب هنا هو الضمير. مستشفى العقلاء
وفي القرآن الكريم هذه الآيات: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ. إِذ يَتَلَقَّى المُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ. مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" (ق16 ـ18)، " مَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ" (يونس:61).
وهذه الآيات، وأشباهها كثير، تنص على وجود هذه الرقابة الحكيمة الواسعة.
****
ولو تبصرنا لعرفنا أن أساس الضمير ودعامته هو الإيمان بإله مُسيْطِر قادر، حفيظ على كل شيء: " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "(الشورى:11) مُطَّلِع على ما تُكِنُّه الضمائر والسرائر: " يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ " (غافر:19)، "وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ "(النمل:25) " وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى "(طه:7)، " إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا " (الأحزاب:54)،
وإنما يُوجد الضمير الحق عند الإيمان بالله مالك الملك؛ لأن الله جل جلاله مُطلع على كل شيء: "وَمَا يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنَ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ " (إبراهيم:38)، "سَوَاء مِنْكُمْ مِنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ " (الرعد:10)
****
وإذا أيقن الإنسان باطلاع الله على حركاته وسَكَناته، وعلمه بخفِيِّ أمره وجليِّه، أدرك أن الله معه حيثما كان: "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ " (الحديد:4)، فاستحيا من الله ، الرقيب عليه، القريب منه، فخشيه بالغيب، وخافه على كل حال، ففاز بالخير في أولاه وأخراه: " إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَع َالذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرُهْ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ " (يس:11)، "إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَونَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَرِيمٌ . وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوْ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ. أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ " (الملك:12ـ14).
ومتى تحققت هذه الخشية تَحَقَّق الضمير الإسلامي المصاحب الدائم، الذي لا يخون ، والذي يبلغ بصاحبه الإحسان، وهي أعلى مراتب العبادة في الإسلام.
الرسول – صلى الله عليه وسلم – وتربية الضمير: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا بِقَوْلِهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ النَّارِ فَلَا يَأْخُذْهَا) (البخاري). مستشفى العقلاء
وقد عبَّر الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ عن هذا الإحسان بما نفهم منه أنه سيطرة الضمير الديني على صاحبه، حتى لا يدعه يهفو أو يغفو، فيقول: (الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ) (البخاري ومسلم) أي: أنَّ العبدَ يعبد الله على هذه الصفة، وهي استحضار قربه، وأنَّه بين يديه كأنَّه يراه، وذلك يوجب الخشية والخوف والهيبة والتعظيم.
****
وهذا أحد حكماء الإسلام يقول: "إن أكبر مقومات الضمير هو الاعتقاد بإله قادر، يُحاسب على الكبائر والصغائر، ويطلع على ما تكنه السرائر، وبحياة بعد هذه الحياة، يُثاب أو يُعاقب فيها الإنسان على ما قدمت يداه، فكل تربية وكل تعليم لا يُغنيان عن صاحبهما شيئًا ما دام ضميره مقفرًا من هاتين العقيدتين، وهذا هو المُشاهد المُحَسُّ، فإن الناس في أيام جهالتهم، وعدم انتشار التعليم فيهم، كانوا بفضل هاتين العقيدتين أفضل حالًا، وأقوم أخلاقًا مما هم عليه اليوم، بذلك كل من اطلع على التاريخ ودرس أحوال الأمم في أدوارها المختلفة". مستشفى العقلاء
****
الضمير هو المراقبة من الأعماق لأفعال الإنسان:
والمراقبة لله من الداخل وفي الأعماق هي التي تُحسن قيادة الأعضاء والأطراف، فلا يكون من الإنسان ما يسوء أو يُعاب في تصرفاته أو حركاته، ولذلك قال ابن مسروق الطوسي: "مَن رَاقَبَ اللهَ في خَطَرَاتِ قَلْبِهِ، عَصَمَهُ الله في حركات جوارحه"، وحيثما كانت هذه المراقبة متحققة في أبناء الإسلام كان الحياء من الله يُسيطر عليهم، فيعصمهم من الخلل والزلل، حتى في حالة الانفراد وعدم اطلاع الناس، وكان منهم مَن يُبالغ في ذلك، فكان خيار المتعبدين مثلًا يَخْجَلُونَ مِن كَشْف عوراتهم، وهم مُنْفَرِدُونَ؛ لأنهم يتذكرون أن الله ـ تعالى ـ معهم، لا يغيب عنهم، ولا ينقطع عن الاطلاع عليهم.
إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل  .. خلوت، ولكن قل عليَّ رقيب
ولا تحسبنَّ الله يغفل ســـــــاعة..  ولا أنَّ ما تخــفيه عنـه يـغيب
الخوف من الله يردع عن الشهوات:
والقلب ـ كما قال أحد الحكماء ـ متى ثارت فيه ثوائر الشهوات لم تستطع أن تردها قوة العلم والثقافة؛ لأن النفس تجد من كليهما مخرجًا بالتستر أو سواه، ولكن تستطيع أن تردها قوة العقيدة بالله، وقد صلحت هذه القوة أن ترد عن الشهواتِ جماعات لم تنل من العلم ولا الثقافة شيئًا يُذكر، ويوم يجتمع التعلم والتدين تكتمل قوة الضمير الصالحة في نفس الإنسان. مستشفى العقلاء
(7)
الإيمان باليوم الآخر يربي الضمير في النفس:
قال تعالى: "وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ" (الأنبياء:47)، وقال تعالى: " يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ. الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ "(غافر: 16، 17)، وفي الحديث:(يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ) البخاري ومسلم.
فوائد الضمير الحي:
- الإحسان في العبادة.
- الانضباط في السلوك.
- الإتقان في العمل.
- حفظ الحقوق، وأداء الأمانات.
- أداء التكاليف والواجبات الشرعية.
- التطهر من رذائل الأخلاق كلها(كالغش، والخيانة، والكذب)
نماذج لأصحاب الضمائر:
الصديق يوسف – عليه السلام:
 قال تعالى: "وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ "(يوسف: 23) مستشفى العقلاء
قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ "(المائدة: 90، 91)
أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم:
 عن أنس بن مالك قال: بينما أنا أدير الكأس على أبي طلحة، وأبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وسهيل بن بيضاء، وأبي دُجَانة، حتى مالت رؤوسهم من خَليط بُسْر وتمر. فسمعت مناديًا ينادي: ألا إن الخمر قد حُرّمت! قال: فما دخل علينا داخل ولا خرج منا خارج، حتى أهرقنا الشراب، وكسرنا القلال، وتوضأ بعضنا واغتسل بعضنا، وأصبنا من طيب أمّ سليم، ثم خرجنا إلى المسجد، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " (ابن كثير)
أمير المؤمنين عمر وولده عبد الله- رضي الله عنهما:
قال عبد الله بن عمر اشتريت إبلا وأنجعتها إلى الحمى فلما سمنت قدمت بها قال فدخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه السوق فرأى إبلاً سمانًا فقال لمن هذه الإبل قيل لعبد الله بن عمر، قال فجعل يقول يا عبد الله بن عمر بخ بخ بن أمير المؤمنين، قال فجئته أسعى فقلت ما لك يا أمير المؤمنين قال ما هذه الإبل، قال قلت إبل أنضاء اشتريتها وبعثت بها إلى الحمى ابتغي ما يبتغي المسلمون قال فقال أرعوا إبل بن أمير المؤمنين اسقوا إبل بن أمير المؤمنين يا عبد الله بن عمر أغد على رأس مالك واجعل باقيه في بيت مال المسلمين. (البيهقي في سننه الكبرى) مستشفى العقلاء
القاضي شريح وعلى بن أبي طالب – رضي الله عنهما:
عن شريح قال لما توجه علي الى حرب معاوية افتقد درعا له فلما انقضت الحرب ورجع إلى الكوفة أصاب الدرع في يد يهودي يبيعها في السوق فقال له علي يا يهودي هذه الدرع درعي لم أبع ولم أهب فقال اليهودي درعي وفي يدي فقال علي نصير إلى القاضي فتقدما إلى شريح فجلس على إلى جنب شريح وجلس اليهودي بين يديه فقال علي لولا أن خصمي ذمي لاستويت معه في المجلس سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول صغروا بهم كما صغر الله بهم فقال شريح قل يا أمير المؤمنين فقال نعم إن هذه الدرع التي في يد اليهودي درعي لم أبع ولم أهب فقال شريح ما تقول يا يهودي فقال درعي وفي يدي فقال شريح يا أمير المؤمنين بينة قال نعم قنبر والحسن يشهدان أن الدرع درعي قال شهادة الابن لا تجوز للأب فقال رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة فقال اليهودي أمير المؤمنين قدمني إلى قاضيه، وقاضيه قضى عليه أشهد أن هذا للحق أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن الدرع درعك كنت راكبا على جملك الأورق وأنت متوجه الى صفين فوقعت منك ليلا فأخذتها وخرج يقاتل مع علي الشراة بالنهروان فقتل)
بائع ومشتري: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ اشْتَرَى عَقَارًا فَوَجَدَ فِيهَا جَرَّةً مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الْأَرْضَ وَلَمْ أَشْتَرِ مِنْكَ الذَّهَبَ فَقَالَ الرَّجُلُ إِنَّمَا بِعْتُكَ الْأَرْضَ بِمَا فِيهَا فَتَحَاكَمَا إِلَى رَجُلٍ فَقَالَ أَلَكُمَا وَلَدٌ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِي غُلَامٌ وَقَالَ الْآخَرُ لِي جَارِيَةٌ قَالَ فَأَنْكِحَا الْغُلَامَ الْجَارِيَةَ وَلْيُنْفِقَا عَلَى أَنْفُسِهِمَا مِنْهُ وَلْيَتَصَدَّقَا) (حلية الأولياء) مستشفى العقلاء
ابنة بائعة اللبن:
قصة عمر مع ابنة بائعة اللبن مشهورة، وسلطان الضمير الديني فيها لائح واضح، فقد سمع عمر وهو يتفقَّد أحوال الرعية بالليل امرأة تقول لابنتها داخل البيت: يا ابنتي، قومي اخلطي اللبن بالماء؛ فأخبرتها الفتاة أن منادي الخليفة عمر، قد نادى بألا نَخْلِطَ اللبن بالمَاءِ، فقَالَت لَهَا الأم: إنكِ في مكان لا يراك فيه عمر ولا منادي عمر، فأجابتها ابنتها مُسْتَنْكِرَة مُذَكِّرَة: لا والله يا أماه، ما كنت لأطيعه في الملأ، وأعصيه في الخلا، إن كان عمر لا يرى فربُّ عمر يرى.

غلام يرعى الغنم: عن عبد الله بن دينار، قال: خرجت مع ابن عمر إلى مكة، فعرسنا، فانحدر علينا راع من جبل، فقال له ابن عمر: أراع ؟ قال: نعم، قال: بعني شاة من الغنم. قال: إني مملوك، قال: قل لسيدك: أكلها الذئب. قال: فأين الله عزوجل ؟ قال ابن عمر: فأين الله ! ! ثم بكى، ثم أشتراه بعد، فأعتقه ! (سير أعلام النبلاء) مستشفى العقلاء

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال