أصل الأمر في الدين أن
تعتقد الإيمان على الصواب، وتجتنب الكبائر، وتؤدي الفريضة.
وأصل الأمر في صلاح الجسد ألا
تحمل عليه من المآكل والمشارب والباه إلا خفافًا، ثم إن قدرت على أن تعلم جميع
منافع الجسد, ومضاره, والانتفاع بذلك كله, فهو أفضل.
وأصل الأمر في الجود ألا
تضن بالحقوق على أهلها, ثم إن قدرات أن تزيد ذا الحق على حقه, وتطول على من لا حق
له, فافعل, فهو أفضل. (مستشفى العقلاء)
وأصل الأمر في الكلام أن
تسلم من السقط (الخطأ), ثم إن قدرت على بارع الصواب, فهو أفضل.
وأصل الأمر في المعيشة ألا تَنِيَ
(تفتر) عن طلب الحلال، وأن تحسن التقدير لما تفيد, وما تنفق, ولا يغرنك من ذلك سعة
تكون فيها, فإن أعظم الناس في الدنيا خطرًا أحوجهم إلى التقدير، والملوك أحوج إليه
من السوقة؛ لأن السوقة قد تعيش بغير مال، والملوك لا قوام لهم إلا بالمال, ثم إن
قدرت على الرفق واللطف في الطلب, والعلم بوجوه المطالب, فهو أفضل.