كيف تُؤثّرُ صفاتُنا وأفعالُنا على علاقاتِنا مع الآخرين؟



قالوا: المنفعة توجب المحبة والمضرة توجب البغضة، والمخالفة توجب العداوة والمتابعة توجب الإلفة، والصدق يوجب الثقة والأمانة توجب الطمأنينة،

والعدل يوجب اجتماع القلوب والجور يوجب الفرقة، وحسن الخلق يوجب المودة وسوء الخلق يوجب المباعدة، والانبساط يوجب المؤانسة والانقباض يوجب الوحشة، والكبر يوجب المقت والتواضع يوجب الرفعة، والجود يوجب الحمد والبخل يوجب المذمة، والتواني يوجب التضييع والجد يوجب رجاء الأعمال، والهوينا توجب الحسرة والحزم يوجب السرور، والتغرير يوجب الندامة والحذر يوجب العذر، وإصابة التدبير توجب بقاء النعمة.

وبالتأني تسهل المطالب وبلين كنف المعاشرة تدوم المودة، وبخفض الجانب تأنس النفوس وبسعة خلق المرء يطيب عيشه، والاستهانة توجب التباعد وبكثرة الصمت تكون الهيبة، وبعدل المنطق يجبر الخلل وبالنصفة تكثر المواصلة، وبالإفضال يعظم القدر وبصالح الأخلاق تزكو الأعمال، وباحتمال المؤن يجب السودد وبالحلم على السفيه تكثر أنصارك عليه، وبالرفق والتؤدة يستحق اسم الكرم، وبترك ما لا يعنيك يتم لك الفضل. واعلم أن السياسة تكسو أهلها المحبة والفظاظة تخلع صاحبها ثوب القبول، ومن صغر الهمة الحسد للصديق على النعمة. والنظر في العواقب نجاة.

ومن لم يحلم ندم ومن صبر غنم، ومن سكت سلم ومن خاف حذر، ومن اعتبر أبصر ومن أبصر فهم، ومن فهم علم. ومن أطاع هواه ضل، ومع العجلة الندامة ومع التأني السلامة. زارع البر يحصد السرور، وصاحب العاقل مغبوط، وصديق الجاهل تعب. 

المصدر: كتاب السياسة الشرعية

شاركنا رأيك وكن جزءًا من مجتمعنا!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال