في بعض الأحيان يكون تمنى
الموت أمرا صعباً فأعلم تماما نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تمني الموت...
هكذا بدأ صديقي الحوار وكنت
صامتًا تماماً... صمتاً تتخلله دمعات جامدة من تأثير كلامه.... حتى قال
لي يا آدم:
هل وصلت في يوم من الأيام إلى
قرار "أن الموت والحياة سيان بالنسبة لك " فقلت له:
لا... فأنا أريد أن أستمتع بالحياة وملذاتها، أريد أن أحقق أحلامي وكنت أتحدث
بلهجة فيها بهجة يشوبها بعض الحذر لكي أخفف عنه بعض ما به. مستشفى العقلاء
وأثناء هذا الحوار كنت أشعر أن
هناك شيئا ما بداخله أو حدث له شيء جعل هذه الفكرة تسيطر عليه ألا وهي فكرة تمنى
الموت.
تركته يتحدث ويخرج كل ما
بداخله دون أن أتكلم إلا عندما يطلب ذلك، وكنت أسترق النظر إليه فكانت دموعه تنهمر
بكثرة وهو يتحدث بجوار النافذة، وكنت أجلس خلفه فقمت عن فوري وذهبت إليه ووضعت يدي
على كتفه فالتفت لي ونظرت في عينيه فوجدت عينيه مملوءتين بالكلام والدموع معًا، ثم
احتضنته ،وقلت له: ماذا بك يا أخي ماذا حدث لك؟ فقال لي يا آدم: أعلم
أنك تحبني بصدق فأرجوك أن تدعو لي الله أن أموت قريباً. مستشفى العقلاء
فقلت له :إذا
كنت فعلت شيئاً محرماً فاستغفر الله فإن الله غفور رحيم،وإذا كنت تمر بمشاكل مادية
أو عائلية أو غير ذلك، فعليك مصارحتي.
فقال لي :يا
آدم والله الأمر ليس كذلك بل إن الموت والحياة سيان بالنسبة لي.
فقلت له: كيف
وصلت إلى هذه النتيجة؟! فلم يجب فظللت أفكر في هذا الأمر وفجأة صعدت روحه إلى
باريها دون إخباري بالسبب ومازلت في حيرة من أمري إلى الآن .
أرجو أن يكون بيننا عصف ذهني
حول هذا السر فيبوح من يريد بسره وبطريقته ما السر الذي بسببه يتمنى بعض الناس
الموت...
آدم
آدم – مستشفى العقلاء